عرفت الطبعة ال8 لمعرض الجزائر الوطني للكتاب عزوف الزوار على أجنحة المعرض ومقاطعة كثير من دور النشر له حيث حضر108 ناشر فقط من بين أكثر من 300. وقال مدير “الرابطة الوطنية للأدب الشعبي” و“دار فيسيرا للنشر والتوزيع” توفيق ومان أنهناك عدة اسباب اهمتفي هذا العزوف غير المتوقع.. اعتبر توفيق ومان سبب عزوف الناس عن زيارة المعرض يرجع أساسا إلى “تزامن هذه الطبعة مع الحملة الانتخابية وانطلاق فترة الامتحانات في مختلف الأطوار التعليمية بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية“. مضيفا أن “عزوف مجموعة مهمة من دور النشر الكبيرة” عن المشاركة في هذه الطبعة راجع إلى مقاطعتها للنقابة الوطنية لناشري الكتب “ترك أيضا تأثيره السلبي لما تحمله هذه الدور من وزن في سوق الكتاب“. وقال ومان أن قلة الزوار أثرت في حجم المبيعات “فهي لم تتجاوز ال10% من التوقعات” في حين -يضيف المتحدث- “أن سعر تأجير الأجنحة كان مرتفعا“. من جهتها قالت ممثلة “الدار الوطنية للكتاب” التي تشارك للمرة الأولى في هذا المعرض الوطني أن قلة الزوار لهذا الصالون كانت بادية للعيان الأمر الذي يرجع أساسا إلى “سوء الأحوال الجوية ونقص الإشهار والتزامن مع التحضير للامتحانات“. وأبدت المتحدثة امتعاضها من التأجير“المرتفع الثمن” لمساحات العرض ف“حقوق التسجيل لوحدها بلغت 3500 دج بينما بلغ تأجير المتر المربع الواحد ال 2500 دج هذا عدا رسوم الكهرباء“. ممثلة “دار الوسام العربي” التي تشارك في هذا الصالون للمرة الرابعة أقرت بدورها بوجود “عزوف عن المعرض مقارنة بمعرض الجزائر الدولي للكتاب” وهذا راجع حسبها إلى “نقص الإشهار وعدم توفر النقل ...”. وأما ممثل “دار العلم والمعرفة” المتخصصة في كتب الأطفال فقد اعتبرأن هذه الطبعة ال8 هي “الأسوء على الإطلاق” منتقدا بالخصوص نقص الإشهار للمعرض في وسائل الإعلام المختلفة. المعرض الذي قدم منشورات مهمة للأطفال والكبار وبأسعار معقولة قدم أيضا تخفيضات وصلت حتى ال50% ولكن بعضا من الزوار القلائل الذين حضروا المعرض اعتبروا “الغلاء الحالي للمعيشة والتهاب الأسعار” السبب في عزوف الناس عن شراء الكتب. يذكر أن الطبعة ال8 للمعرض الوطني للكتاب الذي نظمته النقابة الوطنية لناشري الكتب عرضت أكثر من 300 عنوان. وقد أقيمت على هامش المعرض ندوات في إطار الاحتفال بخمسينية استقلال الجزائر إذ كرمت أمس الجمعة المجاهدة والمناضلة الجزائرية أني ستينرتقديرا لمسارها النضالي وكفاحها من اجل استقلال الجزائر ودورها في تنظيم الإدارة الجزائرية بعد الاستقلال إلى غاية التسعينيات. وقد حضر التكريم حشد من الصحفيين وجمهور غفير من زوار الصالون الذين أبوا إلا أن يتعرفوا على هذه المجاهدة القديرة حيث استمع الجميع وكلهم فضول لشهادة “آني” التي تحدثت بكل تواضع عن جانب من معاناتها في سجون الاحتلال الفرنسي من 1956 إلى أواخر 1961 حيث أطلق سراحها قبيل اتفاقيات إيفيان.