وقال بحليطو: التقت جدتي مع سين صامدي البارحة في فيلته بالأبيار، وسهرا إلى ساعة متأخرة من الصباح، ولم يكن على ما يرام، لكن جدتي، قالت له، مالك يا عزيزي حزين، دعك من السياسة وخرائبها·· لكن سين صامدي نظر إليها وعيناه مليئتان بالدموع، قائلا لها ''مستحيل، مستحيل يا عزيزتي، أن أترك الساحة للأفافاس، وبوتفليقة والآخرين، مستحيل، مستحيل يا عزيزتي أن أترك لهم الساحة''، قالت جدتي ''لا تحزن يا عزيزي، هل تعلم أن العقيد زنفة، زنفة سأل عنك بحليطو''، قال سين صامدي ''دعيني، دعيني من بحليطو، إنه لا يحبني ويكرهني''، قالت جدتي ''أنت غالط يا سين صامدي، هل تعلم ماذا قال له العقيد زنفة، زنفة؟!'' قال سين صامدي ''ماذا قال له؟!''، قالت جدتي ''قال له، إنه سيعطيك لتكون على رأس بنغازي بعد أن يدخلها بيت، بيت، شبر، شبر، زنفة، زنفة، وبعد أن يقضي على الثوار، فرد، فرد···''، قال سين صامدي ''هل تقولين الصح يا عزيزتي؟!''، قالت جدتي ''أجل، أجل أقول الصح·· لقد أعجب بعقليتك، وقال لبحليطو، إن هذا الشاب العجوز يشبهني كثيرا·· لقد قضى أكثر من عشرين عاما في حكم الأرسيدي، وأنا قضيت أكثر من أربعين عاما، وهو بالفعل يستحق أن أهديه بنغازي''، وأضاف ''لقد حدثني عنه كثيرا صديقي الزين، حاكم قرطاج السابق، لقد كان سين صامدي، يذهب إليه كل عام مرتين· المرة الأولى بمناسبة احتفالات يوم الإنقلاب على بورقيبة، ومرة في المؤتمر السنوي للأرسيدي التونسي''، قالت جدتي ''أجل، أجل العقيد زنفة، زنفة، معجب بك كثيرا يا سين صامدي''، قال سين صامدي ''شكرا، شكرا يا عزيزتي، وأنا بهذه المناسبة سأخرج غدا، وأمشي ولو وحدي في العاصمة زنفة، زنفة، شبر، شبر، وسأمر على الناس دار، دار·· وأقضي على أعدائي فرد، فرد···''، قالت جدتي ''إذن، تعال لنتلفن إلى العقيد زنفة، زنفة ونعلن له عن محبتنا ومبايعتنا'' نظر إليها سين صامدي، وقال ''هيا، هيا يا عزيزتي··''·