أعلنت شركة توزيع مواد البناء التابعة لشركة تسيير مساهمات الدولة للاسمنت “جيكا” عن مناقصة دولية للتموين بمئة ألف طن من الاسمنت، وحددت المؤسسة تاريخ 25 جوان الجاري كآخر آجل لإيداع العروض المالية. وأرجع الرئيس المدير العام لمجمع إسمنت الجزائر ”جيكا”، “بشير يحيى”، أزمة ندرة الإسمنت المسجلة في السوق الوطنية منذ عدة أشهر، إلى اختلال في التوازن بين الطلب والعرض، حيث بلغ العجز المسجل نحو 3 ملايين طن، معترفا بعدم تمكن بعض نقاط البيع التابعة للمجمع من الاستجابة لطلبيات الزبائن، بالنظر إلى الكميات الهائلة التي تزود بها بالدرجة الأولى المؤسسات العمومية والخاصة في إطار تجسيدها للمشاريع المبرمجة. وحسب خبراء الاقتصاد ورؤساء اتحادات أرباب العمل والمقاولين فان ما تعمد إليه الحكومة يبقى حلا مؤقتا، وليس منفذا للخروج من الأزمة التي خلفت ارتفاعا جنونيا للأسعار، أوقفت عددا من المشاريع في قطاع البناء، بعدما استغل سماسرة الإسمنت الوضع خاصة مع فصل الصيف الذي يزيد فيه الطلب على المنتوج، من القطاعين العام والخاص، في الوقت الذي تتوقف فيه معظم شركات الإنتاج عن العمل، على عكس فصل الشتاء الذي ينخفض فيه العرض على الاسمنت. كما أكد الرئيس التنفيذي لمركز الدراسات ومواد صناعة والخدمات التكنولوجية التابعة لشركة “جيكا” أن الجزائر لا تنتج ما يكفي من الاسمنت لتلبية الطلب المحلي، خاصة مع حظر الاستثمار الخاص والأجنبي لسنوات عديدة، حيث يصل الإنتاج الحالي –حسب نفس المتحدث– إلى حوالي 11.3 مليون طن سنويا، مشيرا ان الكمية المفروض انتاجها يجب أن تبلغ 29 مليون طن في عام 2020. من جهته كان رئيس اتحاد المقاولين الجزائريين، قد دعا إلى الترخيص لمؤسسات البناء والأشغال العمومية لاستيراد الإسمنت حسب حاجياتهم الخاصة، من أجل وضع حد للمضاربة نظرا للطلب الكبير على هذه المادة الإستراتيجية، مشيرا إلى أن أكثر من 1200 مؤسسة جزائرية تتساءل عن مصير 700 مليون دولار التي تدعمت بها مؤسسات الاسمنت العمومية من أجل رفع طاقة إنتاجها، واعتبر أن هذا المبلغ لم يظهر له أثرا في الواقع. ملك سالمي * شارك: * Email * Print