بقلم: رحمن النجار/ العراق بعض الكلمات معتمة وتترك آثاراً داكنة وبعضها مضيئة ولا تلقي بظلالٍ ما من قصيدة" الكلمات" للشاعر الفاروي روي باتورسون السنواتُ بلهاءَ لا تتورد مثل حديد اللحظات عمري الآن في الحياة يزيد على الخمسين عاماً بقليل. لم تكن السنوات سلعة كي أبدلها.. السنوات بلهاءْ.. هي لحظات ما أود تبديله. مثلاً وللحظة يتورد في الظلام جرح كما الكيّ بحديد مجمّر. يتورد، يضيء، وتعتريني غصّة. إبنةُ الفرّان في حي العامل ببغداد والتي لا أعرف اسمها ولم أرها بعد ذاك. تلك البنت، قرصتني في باطن كفي الأيسر عندما اشتريت الخبز منها. لم اشعر بسخونة الخبز مثلما شعرت بقرصتها. أربعة عقود مضت، وتتورد اللحظة وأتذكر وجه ابنة الفرّان كما ضياء مجرة بعيدة يقرص حياتي من باطنها. أقول لحظات ما أود تبديله! السنواتُ بلهاءَ لا تتورد مثل حديد اللحظات المجّمرِ في الظلام. شيء عن ليلة نسّاج العباءات الرجالية فليح الطائي ملابس خفيفة .. الرملُ سيدٌ عتيقٌ وفي ليلته الباردة حبة الرمل هي ما يتهشمُ من أوهام نهاراته. دعونا نتمسك بالقليل القليل.. بعيداً.. بعيداً وفي البرّية، الوتد والظل يتصفحان الساعة. النور كتاب قديم، ورقهُ الأصفر ذهبٌ تحت ممالك التعدين. النواعير إنسانيتنا المضنية، نخدقُ المياه ونحتفظ بالبلل. نحن وسكَنةِ السماء، يتصفح أحدنا الآخر كآلهته. نتصفحُ مرآته كما الأوزة وصورتها على صفحة النهر. الجسور وأنفاق تحت دجلة. نحن والكتابة. النهر صيحة النشيد المدرسي في الزقاق، يحتفظ بالقوارب كما الأزقة الطارئة والأسماك سعاة بريده الصامتون. حبة الرمل، هذا السيد العتيق.. تؤرق عيش المحار وكل مقاومة لؤلؤة، ماذا أغطس لأصطاد؟ بعيداً بعيداً.. وعلى شاطيء هذه المرة، يجلس مَنْ احتفظَ ببعض البكاء من اجل دوام البهجة. - هكذا هي حياتي؛ يقول، أشياء وأشياء.. أبكي وأنا على اليابسة وتضحك لي الموجة. ادخلُ البحر ضاحكاً ويبكيني البحر كله. * شارك: * Email * Print