تعرف بمدينة ألف قبة، ذات بعد روحي وإسلامي، هي مدينة السلام الأبدي إنها وادي سوف جوهرة الصحراء ومهد الحضارة الإنسانية، رمالها الناعمة وبساتين نخيلها الباسقة التي تعانق سماء سوف وواحاتها الخضراء التي تفيض سحرا وجمالا .تلك هي العناصر التي تتحدى بها الطبيعة بقلب نابض بالحياة وسط أرض اسمها الصحراء. سوف لحظات للسحر وعشق الطبيعة العذراء، ونافذة على تاريخ عريق ضارب بعروقه في بطن الزمن. تعرف سوف، حسب ما جاءت به مجلة ''القباب'' في عددها السادس الصادرة عن دار الثقافة بالوادي، بعراقة تقاليدها حيث تساعد على ترشيد السياحة في الجنوب الجزائري من خلال روعة قبابها وجودة ثمرها وثروتها الحيوانية الجميلة كالغزال والفنك، فضلا عن حرفها المتعددة كفن النقش على الجبس الذي يعد من الفنون الإسلامية الراقية القديمة التي تعرف بها منطقة وادي سوف والذي يستعمل عادة في تجميل العمارة السوفية وهو يحتل مكانة مرموقة حيث يساهم في ترقية السياحة بالمنطقة. وللفن التشكيلي نصيب في هذه المجلة حيث استعرضت بورتريه لفنانين من المنطقة منهم محمد بن العايز، بشير بن عزة، ومحمد البشير سواسي.. تزخر منطقة الوادي بمناطقها الأثرية ومعالمها الثقافية التي تربعت عليها منذ حقب زمنية بعيدة، كزاوية التيجانية وقصر تمرنة، وجامع سيدي مسعود العتيق، إضافة إلى الفلكلور السوفي المميز والتوليفات الموسيقية النادرة كالزرنة والطبلة ورقصة النخ، من أشهر فنانينها عبد الله مناعي ذو الصوت الشجي وصاحب النغمة الصحراوية الأصيلة، وكذا محمد محبوب وأحمد التومي،، وغيرهم من الفنانين الذين تزخر بهم مدينة الوادي. ولأن لكل منطقة زيها التقليدي يميزها عن غيرها من المناطق رصدت المجلة الملابس الصوفية التقليدية الخاصة بالرجل والمرأة السوفية، كالقشابية والبرنوس، والقندورة والبحنوق'' ملحفة'' و''الخاصة'' وهو رداء رقيق تضعه المرأة على رأسها. اما فيما يخص الأكلات الشعبية التي تزين موائد العائلات السوفية في المواسم والأفراح أشهرها البطوط، السفة، مطابيق، وخبز الملة أو التقلة المصنوعة من دقيق وماء ويتم طهيه على نار يوقدها الطاهي في رمال نظيفة حيث يقوم بعملية تجميرها. كما عرجت المجلة أيضا على كيفية إتمام مراسيم الزواج بمنطقة الوادي والتي مازال أبناء المنطقة يحافظون على تلك الطقوس التراثية التي مازالت تحتفظ بقدسيتها حتى الآن خاصة لدى سكان الأرياف.