منذ أيام قليلة يكون المدرب الفرنكو بوسني وحيد حاليلوزيتش قد أنهى عاما كاملا، منذ إمساكه زمام العارضة الفنية للخضر، وحيد الذي كان تعيينه محل لغط وتضارب في الأراء، خاصة وأن رئيس الاتحادية لمح لاسم عالمي، ما جعل الجماهير تمني النفس بأحد الأسماء الثقيلة، التي تردد أسمائها على غرار الإيطالي ليبي أو البرازيلي دونغا، ليصطدم الجميع بتعيين مدرب الكوديفوار السابق، الذي كانت تجربته الناجحة مع الفيلة وعلاقته الجيدة برئيس الاتحادية، سببا مباشرا في تعينه على رأس المنتخب الوطني. وحيد لم ينتظرا كثيرا ليبدأ في عمله، من أجل لملمة أوراق المنتخب وتنظيم صفوفه، بدراسة مستوى اللاعبين في اللقاءات، ليجد نفسه أمام منتخب آخر ليس الذي هزمه يوما ما في كابيندا، وكان سببا في حرمانه من المشاركة في المونديال، وجد منتخبا ضعيفا في كل الخطوط، لا يستطيع إكمال هجمة ولا الوقوف في الدفاع، منتخب تكبد الهزائم والمهازل الواحدة تول الأخرى، ولم يبقى منه إلا كلمة مونديالي، كل هذه الأمور كانت قريبة من تعجيل الطلاق بين وحيد والخضر، إلا أن شخصيته القوية وحبه للتحديات، إضافة إلى صداقته القوية مع روراوة جعلاه يفكر في الأمر ويتراجع. أرقام مدربي “الخضر” في الميزان الآن وبعد مرور عام كامل يمكن مقارنة أرقام الكوتش وحيد، بالمدربين الذين سبقوه من أجل تقيم عمله، ومن باب الصدفة أن كل المدربين واجهوا في عامهم الأول منتخبات متواضعة، فجميع المدربين لم يواجهوا في لقاءاتهم الرسمية منتخبات قوية في عامهم الأول مع الخضر، إذا استثنينا بن شيخة الذي لم يلعب سوى 3 لقاءات، حيث أن حاليلوزيتش واجه كل من تنزانيا، إفريقيا الوسطى، غامبيا، رواندا ومالي، أما سعدان فقد واجه السنغال، ليبيريا وغامبيا، أما كفالي فقد واجه كل من غينيا، غامبيا والرأس الأخَضر، من جهة أخرى فإنه قد كان لوحيد الأفضلية في نوعية اللاعبين، الذين يعملون تحت إشرافه مقارنة بالأسماء بين المدربين الأربع توضح الفوارق الكبيرة في ما يخص التعداد . “سعدان” الأحسن دفاعيا و”حاليلوزيتش” الأقوى هجوميا المدرب وحيد لعب 8 مباريات في عامه الأول، حقق فيها الفوز 6 مرات 4 منهم لقاءات رسمية، وتعادل مرة وانهزم مرة، حيث سجل رفقاء سوداني 18 هدف منها 14 في لقاءات رسمية وتكبدوا 5 أهداف، في حين أن المنتخب مع بن شيخة لم يلعب سوى 4 لقاءات انهزموا في اثنتين تعادل في لقاء ودي وفاز بلقاء واحد، حيث سجل رفاق غزال هدفا يتيما وتلقوا 6 أهداف، أما منتخب رابح سعدان فقد لعب 10 لقاءات فاز في خمسة منها 3 رسمية، وحقق التعادل 3 مرات أحدهما رسمي وانهزم مرتين، سجل فيها رفاق زياني 13 هدفا منها 7 في لقاءات رسمية، وتلقت شباك قواوي 8 أهداف 4 فقط في لقاءات رسمية، أما المنتخب مع جون ميشال كفالي، فلعب 10 لقاءات أيضا فاز في 3 منها 2 رسمية، وتعادل في لقاءين رسميين في حين انهزم في 5 لقاءات 2 منهما رسمية، رفقاء صايفي سجلوا 12 هدفا منها 6 في لقاءات رسمية، وتلقت شباك حجاوي 13 هدفا منهم 6 في اللقاءات الرسمية، أرقام الكوتش وحيد الهجومية قوية، حيث سجل المنتخب ضعف سجله مع رابح سعدان، ونفس الفارق بالنسبة لمنتخب نسخة جون ميشال كفالي، لكن يبقى سعدان الأحسن دفاعيا رغم أن الفارق هدف واحد فقط . “حاليلوزيتش” الأقوى خارجيا و”سعدان” داخليا بخصوص اللقاءات خارج الجزائر، فإن المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش يملك أحسن النتائج، حيث تمكن من العودة بفوز من غامبيا، وتعادل من تنزانيا وهزيمة واحدة أمام المنتخب المالي، في حين عاد المدرب السابق رابح سعدان بتعادل واحد من ليبريا وهزيمتين من السنغال وغامبيا، في حين عاد جون ميشال كفالي بتعادليين من غينيا والرأس الأخضر، وهزيمة واحدة من غامبيا، من جهة أخرى يتساوى حاليلوزيتش مع سعدان بخصوص اللقاءات داخل الوطن، حيث تمكن الاثنين من حصد الفوز في اللقاءات الثلاث، في حين قد تمكن كفالي من الفوز مرتين وهزيمة واحدة أمام المنتخب الغيني . أرقام قوية ولكن… ! رغم أن أرقام حاليلوزيتش هي الأحسن مقارنة بباقي المدربين، الذين أمسكوا المنتخب الوطني، حيث أصبح الخضر يسجلون بعد عقم هجومي لازمهم كثيرا، وتمكنوا من بلوغ الدور الثاني من تصفيات كأس أمم إفريقيا، لكن هناك إحصائيات قادمة من المغرب قد تغير العديد من الأمور، حيث أن نتائج المدرب البلجيكي إيريك غيرتس كانت قوية جدا في عامه الأول بتحقيق الفوز 5 مرات 3 منها رسمية و 3 تعادلات 2 منها رسمية وهزيمة واحدة أمام الجزائر، إضافة إلى غزارة في تسجيل الأهداف وصلت إلى 15 هدفا، إلا أن منتخب المغرب سقط سقوطا ذريعا في كأس إفريقيا 2012، وخرج من الدور الأول بفوز واحد وثلاثة هزائم. قوة الخضر في العام الثاني مع سعدان، رغم تواضع النتائج في العام الأول تعطي بصيص أمل لمنتخب جزائري قوي مع الكوتش وحيد، خاصة وأن نتائجه الأولى كانت مبهرة، لكن نتائج المغرب قد تعطي صورة أخرى أن ما يحدث مجرد غمامة صيف ونجاح مؤقت مع المنتخبات الضعيفة، وقد يصطدم المتفائلون بنتائج حاليلوزيتش كما حدث لجيراننا في المغرب، فهل يحقق حاليلوزيتش ما حققه سعدان أو يكون نسخة لغيراتس، أسئلة سنتمكن من الإجابة عليها بعد انتهاء العام الثاني لعهدة وحيد. * شارك: * Email * Print