أعلن الوزير السابق للأشغال العمومية، «عمر غول»، انشقاقه رسميا عن حركة مجتمع السلم التي ناضل فيها لسنوات وشغل باسمها الكثير من مناصب المسؤولية ليؤكد أنه بصدد التحضير لتأسيس حزب جديد لم يذكر اسمه، مكتفيا بالإشارة إلى أن النقاش الذي أثاره غيابه عن الساحة السياسية والحديث عن اعتزامه خوض تجربة جديدة بتشكيلة سياسية جديدة حفزّه نحو تبني خيار الابتعاد عن «حمس» ودراسة بدائل جديدة. تأكد أن غياب القيادي السابق في حركة مجتمع السلم، «عمر غول»، في الفترة الماضية عن الأضواء كان له ما يُبرّره بسبب احتدام الخلاف مع القيادة الحالية الحزب وبالأخص رئيسها «أبو جرة سلطاني» في أعقاب قرار مجلس الشورى عدم المشاركة في التشكيل الحكومي المقبل، وهو الخيار الذي لم يستسغه «غول» الذي فضّل مقاطعة كل النشاطات والاجتماعات النظامية التي عقدتها «حمس» وحتى تكتل «الجزائر الخضراء» الذي ترأس قائمته على مستوى العاصمة في التشريعيات الأخيرة. وما كان قبل وقت قريب مجرّد شائعات تداولتها مختلف وسائل الإعلام باهتمام متفاوت أصبح أمس رسميا لأن الوزير السابق للأشغال العمومية نشر عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» ملاحظة كشف فيها لأول مرة مساعيه نحو تأسيس حزب جديد، وقد أشّر على تعليقه عبارة «هام» ليقول فيه: «لقد لقي النقاش المطروح حول ضرورة تأسيس الدكتور عمر غول لحزب سياسي جديد، تجاوبا كبيرا وإيجابيا، وقد أظهرت نتائج ومجريات النقاش أن الاتجاه الغالب، يرى أن على عمر غول المضي قدما في تأسيس حزب جديد، يكون فضاء للأمل وأداة للبناء الوطني». ومن خلال هذه الملاحظة واصل الدكتور «عمر غول» معتبرا أنه «وبناء على هذا ارتأينا مواصلة لأسلوب الحوار العام والتشاور المفتوح، أن نطرح للنقاش والاقتراح القضايا المتعلقة بفكرة هذا الحزب»، ثم خاض في ذات الموضوع بأكثر تفصيل طالبا الاستشارة في أمرين اثنين «ويسعدنا أن نتلقى كل الأفكار والمقترحات بخصوص ما يلي: اسم الحزب ومجموعة المبادئ والقيم الأساسية» على حدّ ما ورد في صفحته الخاصة ما يترك الانطباع بأنه لم يستقرّ بعد على تسمية لحزبه بخلاف ما ذهبت إليه بعض الأوساط مؤخرا. والواقع أن الطلاق بين «غول» و«حمس» بدأت معالمه عندما قرّرت الحركة الانسحاب من التحالف الرئاسي قبل فترة وجيزة من موعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، قبل أن تترسّم أكثر في أعقاب النتائج التي خرجت بها الدورة الطارئة لمجلس الشورى الوطني المنعقدة يومي 18 و19 ماي بالانسحاب من الحكومة بالأغلبية احتجاجا على «تزوير» نتائج اقتراع 10 ماي، وهو القرار الذي واجه معارضة من قيادات بارزة في الحركة طالبت بالاستمرار في المشاركة، وكان «عمر غول» في مقدّمة هؤلاء باعتباره كان يشغل منصب وزير الأشغال العمومية. وفي ذات السياق يجري الحديث عن انضمام الكثير من الوجوه القيادية في حركة مجتمع السلم إلى حزب «غول» الجديد، خاصة وأن المكتب الوطني عرفت استقالة بعض الأسماء التي كانت معروفة بولائها الشديد إلى «سلطاني» على غرار ما حصل مع الناطق الرسمي السابق باسم «حمس»، «محمد جمعة»، فيما نفى الرئيس الحالي لمجلس الشورى «عبد الرحمان سعيدي»، صحة ما تم تسريبه عن انضمامه هو الآخر إلى هذا المولود السياسي المنتظر. إلى ذلك علمت «الأيام» من مصادر موثوقة أن إعلان الوزير السابق للأشغال العمومية سبقته استشارة واسعة ولقاءات مكثفة مع عدة شخصيات وطنية وأساتذة جامعيين من أجل طلب دعمهم بالأفكار والمقترحات وحتى من خلال عرض الانضمام إلى الحزب الجديد ليصبحوا أعضاء مؤسسين له ومناضلين فيه، ملتزما بأن يكون هذا التشكيل مختلفا عن الأحزاب الناشطة في الساحة السياسية، وأكثر من ذلك لم يُخف «عمر غول» إبداء طموحه لدخول عمار الانتخابات الرئاسية 2014. وكان «أبو جرة سلطاني» نفى في أكثر من مناسبة أن يكون غياب وزير الأشغال العمومية السابق له علاقة بتأسيس حزب جديد، مشيرا إلى أن المعني لم يبلغه بذلك، رافضا في الوقت نفسه اعتبار تكرّر غيابه عن الاجتماعات الرسمية لحرك مجتمع السلم بعد التشريعيات على أنه موقف سياسي، لكن خرجة «غول» الأخيرة قطعت لاشك باليقين وأعلنت الطلاق رسميا مع حزب صنع له اسما وجعله «محبوب الجماهير» على حدّ ما وصفه به «سلطاني» نفسه عشية اقتراع 10 ماي الماضي. زهير آيت سعادة * شارك: * Email * Print