أعلن الوزير السابق للأشغال العمومية، عمر غول، رسميا بأنه بصدد التحضير لتأسيس حزب سياسي جديد لم يستقرّ بعد على إطلاق تسمية له، وتأتي هذه الخطوة لتؤكد صحة الأنباء التي انتشرت في الفترة الأخيرة حول وصول الخلافات بينه وبين القيادة الحالية لحركة مجتمع السلم إلى مرحلة اللارجوع لا سيما بعد أن قرّر مجلس الشورى عدم المشاركة في التشكيل الحكومي المقبل. خرج النائب الحالي بالمجلس الشعبي الوطني عن تكتل »الجزائر الخضراء«، عمر غول، عن صمته وأكد في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي »فايسبوك«، مساء السبت، صحة الأخبار التي تداولتها الكثير من الأوساط مؤخرا حول اعتزامه تأسيس تشكيلة سياسية جديدة يكون هو رئيسا لها، حيث كتب تعليقا على هذا الموضوع، تحت عنوان »هام«، قال فيه: »لقد لقي النقاش المطروح حول ضرورة تأسيس الدكتور عمر غول لحزب سياسي جديد، تجاوبا كبيرا وإيجابيا، وقد أظهرت نتائج ومجريات النقاش أن الاتجاه الغالب، يرى أن على عمر غول المضي قدما في تأسيس حزب جديد، يكون فضاء للأمل وأداة للبناء الوطني«. وجاء في ذات التعليق كذلك أنه »وبناء على هذا ارتأينا مواصلة لأسلوب الحوار العام والتشاور المفتوح، أن نطرح للنقاش والاقتراح القضايا المتعلقة بفكرة هذا الحزب«، ثم خاض في ذات الاتجاه بأكثر تفصيل طالبا الاستشارة في أمرين اثنين: »ويسعدنا أن نتلقى كل الأفكار والمقترحات بخصوص ما يلي: اسم الحزب ومجموعة المبادئ والقيم الأساسية«، وهو ما يؤكد أن المعني لم يستقرّ بعد على تسمية محدّدة لحزبه بخلاف ما ذهبت إليه بعض الجهات. ويبدو من خلال ما نشره الوزير السابق للأشغال العمومية أنه كان خلال الفترة الماضية في مرحلة جسّ النبض قبل أن يُطلق مشروعه السياسي إلى العلن، ولو أنه لم تتضّح من خلال ما ورد في صفحته على ال »فايسبوك« معالم هذا المشروع الذي لا يزال في خطواته الأولى. وقد علمت »صوت الأحرار« من مصادر موثوقة أن عمر غول شرع قبل أكثر من أسبوع في عقد لقاءات تشاورية مع عدة شخصيات سياسية وأكاديمية سعيا منه لإقناعها بضرورة دعمه في هذا المسعى. وبحسب ما أفادت به مصادرنا فإن الأمر لم يقتصر على بعض القيادات الحالية في حركة مجتمع السلم ولا حتى في جبهة التغيير التي يقودها عبد المجيد مناصرة، وإنما شملت وجوها أخرى غير متحزّبة وأغلبها من الأساتذة الجامعيين الذين يريدهم الوزير السابق أن يكونوا سنده في إعداد اللوائح الخاصة بالحزب الجديد والأفكار التي ينبغي إدراجها قصد استقطاب مختلف شرائح المجتمع. وحتى إن كان غول لم يكشف عن تفاصيل كثيرة بشأن حزبه إلا أنه يراهن على الشعبية الجارفة التي اكتسبها طيلة توليه حقيبة وزارة الأشغال العمومية منذ بداية العشرية الماضية، وبالتالي فإن قراره الطلاق مع القيادة الحالية لحركة مجتمع السلم كان منتظرا منذ فترة لا سيما في أعقاب القرار الذي خرجت بها الدور الطارئة لمجلس شورى »حمس« المنعقد يومي 18 و19 من شهر ماي الماضي بعدم المشاركة في التشكيلة الحكومية المقبلة أمام اعتراض الكثير من الوجوه المحسوبة لصالح الوزير السابق للأشغال العمومية. ومن المنتظر أن يزيد قرار عمر غول الانفصال عن صفوف الحركة التي تولّى باسمها الكثير من مناصب المسؤولية في الدولة انتهت إلى منصب الوزير، من حالة التصدّع التي وصلت إليها »حمس« أمام توقع انضمام وجوه بارزة أخرى خاصة وأن طموح البرلماني الحالي يتعدّى مجرّد تأسيس حزب سياسي وإنما هو في الأساس يضع الرئاسيات المقبلة نُصب عينيه.