* محمد جمعة: "غول عرض عليّ الانضمام إلى حزبه.. ولم أحسم أمري بعد" كشف محمد جمعة المكلّف بالشؤون الاقتصادية في حركة مجتمع السلم أمس الأحد أنه قد تلقّى رفقة مجموعة من أعضاء الحركة عرضا من الوزير السابق والنّائب في المجلس الشعبي الوطني عن تكتّل الجزائر الخضراء للانضمام إلى حزبه الجديد الذي ستتّضح فيه الرؤية أكثر بعد الدورة العادية لمجلس الشورى، ومن جهة أخرى أسرّ مصدر موثوق ل (أخبار اليوم) بأن أغلبية كبيرة من داخل الحزب تطالب غول بتأسيس حزب جديد، مضيفا أن هناك أسماء ثقيلة ستكون ضمن قائمة الأعضاء. وبالرغم من التحفّظ الذي لمسناه لدى بعض أعضاء حركة حمس في التعليق عن الموضوع إلاّ أن جميع المؤشّرات صارت تنذر بوقوع الشقاق قريبا. يبدو أن انقسام حركة مجتمع السلم للمرّة الثانية بات وشيكا بعدما أعلن وزير الأشغال العمومية سابقا والنّائب في المجلس الشعبي الوطني عن تكتّل الجزائر الخضراء عمر غول في صفحته الرّسمية على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) عن تشكيل حزب جديد خارج حمس، موضّحا أنه ينتظر اقتراحات المشتركين حول اسم الحزب ومبادئه الأساسية. وقد كتب في صفحة غول على (الفايس بوك) أن النّقاش الذي دار حول ضرورة تأسيس الوزير السابق لحزب سياسي جديد أظهر تجاوبا كبيرا مع الفكرة، حيث أكّدت النتائج أن الاتجاه الغالب يرى أن على عمر غول تأسيس حزب مستقلّ (يكون فضاء للأمل وأداة للبناء الوطني). وأشير في ذات الصفحة إلى أن المشاركين مطالبون بتقديم اقتراحات حول اسم الحزب ومجموعة المبادئ والقيم الأساسية التي تحكمه، وذلك في إطار مواصلة أسلوب الحوار العام والتشاور المفتوح. وفي هذا الصدد كشف مصدر مطّلع رفض ذكر اسمه في اتّصال له مع (أخبار اليوم) أمس الأحد أن هناك فكرة تسير في سياق تشكيل حزب جديد ومستقلّ عن حركة مجتمع السلم بقيادة عمر غول، مضيفا أن عددا كبيرا من أعضاء الحركة وحتى من خارجها يطالبون غول بضرورة تأسيس حزب جديد. وأشار مصدرنا في ذات السياق إلى أن الحزب الجديد لغول سيضمّ أسماء ثقيلة، متجنّبا ذكر هذه الأسماء. من جانبه، نفى كمال ميدا المكلّف بالإعلام في حركة مجتمع السلم في اتّصال لنا معه أمس الأحد أن تكون الحركة على علم بما تتداوله الصحافة الوطنية مؤخّرا من أنباء حول خروج الوزير السابق عمر غول من الحركة وتحضيره لتأسيس حزب مستقلّ خارج حمس، مضيفا أن غول (لم يصرّح للحركة بهذ القرار). وفي حديثه عمّا جاء في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) صرّح ميدا بأن غول حرّ وبإمكانه فعل ما يريد، مشيرا إلى أن الحركة لا تملك أيّ تعليق على هذا التصرّف لأنه خارج عن مؤسسة الحزب، وأضاف أن الحركة لا تعاني من أيّ خلافات موضحا إمكانية حصول (أمور جديدة ستظهر لاحقا)، وهو ما قد يعتبر إشارة ضمنية إلى نتائج دورة مجلس الشورى التي ستعقد قريبا. في سياق آخر، فنّد محمد جمعة المسؤول عن الشؤون الاقتصادية في حركة حمس ما تداولته الصحافة الوطنية حول استقالته من الحركة وانضمامه إلى الحزب المستقلّ الذي سيؤسّسه عمر غول قائلا: (هذا كلام صحافة ولا أساس له من الصحّة)، وقال إن فكرة الانشقاق عن حركة حمس وتكوين حزب مستقلّ هي فكرة مطروحة لدى وزير الأشغال العمومية سابقا، موضّحا أنه تلقّى شخصيا عرضا للانضمام إلى هذا الحزب رفقة بعض أعضاء الحركة، وأنه بصدد دراسة العرض والتفكير فيه ولم يحسم أمره بعد. وللإشارة، فقد تعذّر علينا الاتّصال برئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، بينما رفض نائبه عبد الرزاق مقري التعليق قائلا: (ليس لديّ تصريح، وأنا لا أتعاطى مع وسائل الإعلام). وللإشارة أيضا، فإن الحديث عن انشقاق في معسكر حمس لا يعدّ أمرا غريبا، لا سيّما مع اشتداد الخلاف الذي ظهر منذ شهر جانفي الماضي بسبب قرار قيادة الحزب الانسحاب من التحالف الرئاسي الذي جمعها بحزب التجمّع الوطني الديمقراطي وحزب جبهة التحرير الوطني، وعرف الخلاف تعمّقا أكبر بإعلان حركة مجتمع السلم مقاطعتها للحكومة، وهو ما بدا واضحا في معارضة غول لتكتّل الجزائر الخضراء من خلال رفضه الانضمام إلى الاحتجاج الذي نظّمه نوّاب التحالف الإسلامي في أولى جلسات البرلمان الجديد وغيابه في كافّة نشاطات الحزب كالملتقى الدولي لمحفوظ نحناح إلى جانب غيابه في الجلسة الختامية للدورة الربيعية للمجلس الشعبي الوطني، ليكون هذا الانشقاق هو الثاني من نوعه في تاريخ حركة مجتمع السلم بعد ذلك الذي قاده عبد المجيد مناصرة مؤسسا جبهة الدعوة والتغيير سنة 2008.