وافقت الحكومة السورية على مقترح أن يتولى الدبلوماسي الجزائر «لخضر الإبراهيمي» مهمة المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية ومنظمة الأممالمتحدة بحسب ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم المبعوث المستقيل «كوفي عنان»، لكن حتى الآن لم يتم بشكل رسمي إسناد المنصب إلى «الإبراهيمي» الذي يطالب بأن يحصل على تزكية من طرف كل أعضاء مجلس الأمن الأممي. وضع الدبلوماسي الجزائري «لخضر الإبراهيمي» شروطه ليقبل بتولي مهمة مبعوث منظمة الأممالمتحدة والجامعة العربية في سوريا، وهو ما حصره بالأساس في الحصول على الدعم الرسمي لمجلس الأمن الدولي قبل الموافقة على ستلام المنصب. وأفاد مصدر دبلوماسي في المنظمة الأمم لوكالة «رويترز» للأنباء بأن «الإبراهيمي يريد دعما حاسما قبل الموافقة على خلافة كوفي عنان»، وأضاف في ذات الصدد: «إن الإبراهيمي يريد أن يقرّ مجلس الأمن تعيينه». وفي الأثناء نقلت مصادر دبلوماسية على إطلاع بهذه القضية أن وزير الخارجية الجزائري الأسبق يكون قد أبان عن الكثير من التحفظات بشأن الوظيفة الجديدة التي من المرتقب أن يستلمها أواخر هذا الشهر، وبفعل خبرته الطويلة في هذا المجال فإنه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، «بان غي مون»، وكذا الأمين العام لجامعة الدول العربية، «نبيل العربي»، أنه قلق بشأن الجمود في مجلس الأمن ويريد «دعما قويا» من أعضائه الخمسة عشر. ويفسّر مراقبون رغبة «الإبراهيمي» في الحصول على تزكية مسبقة لكونه يدرك بأن مهمته في سوريا قد تصبح عسيرة بصورة غير معهودة ويرجع ذلك في جزء منه إلى أن الجهود الدولية لمحاولة إنهاء العنف تعثرت بفعل عدم الاتفاق بين الدول الخمس دائمة العضوية والتي لها حق «الفيتو» في مجلس الأمن. وزيادة على تدخل هناك عوامل إقليمية وأخرى داخلية «طائفية» في هذا البلد الذي دخل في حرب أهلية قد تنتهي بسقوط نظام الرئيس «بشار الأسد»، وما يشدّد أيضا من صعوبة هذه المأمورية هو تمسّك النظام ببقائه وإصرار المعارضة على إسقاطه، ويرفض الجانبان أي توافق غير الحسم عن طريق السلاح. ودفعت كل هذه المتناقضات بالأمين العام الأممي السابق «كوفي عنان» إلى الإعلان بأنه سيستقيل من أواخر الشهر الحالي من مهامه مبعوثا خاصا حول سوريا معترفا بأنه أخفق عن أداء مهمته في ظل الطريق المسدود الذي وصل إليه مجلس الأمن الدولي بسبب حق النقض للأعضاء الدائمين، ويقصد بذلك روسيا والصين. كما أرجع هذه الاستقالة صراحة إلى «تبادل الاتهامات والسباب» داخل مجلس الأمن وتمنى بالمناسبة «حظا سعيدا» لمن سيخلفه في هذه المهمة. وتأتي تحفظات «لخضر الإبراهيمي» في وقت حصل فيه على تزكية من طرف السلطات السورية، وهو ما أكده «أحمد فوزي» المتحدث باسم «كوفي عنان» الذي أعلن أن «دمشق وافقت على فكرة أن يحلّ الدبلوماسي الجزائري محل «كوفي عنان» في مهمة مبعوث للجامعة العربية ومنظمة الأممالمتحدة بشأن الصراع السوري»، موضحا أن «الإبراهيمي لم يقبل أو يرفض المنصب حتى الآن». زهير آيت سعادة شارك: * Email * Print * Facebook * * Twitter