لم يُقدّم وزير الشؤون الخارجية، «مراد مدلسي»، أي جديد بشأن مصير الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في شمال مالي من طرف ما يُسمى ب «جماعة التوحيد والجهاد»، واكتفى بإعطاء المعلومات ذاتها التي تضمنها بيان صادر من مصالحه قبل يومين بأن التحرّيات متواصلة للتأكد من صحة خبر مقتل نائب القنصل الجزائري ب «غاو». ظهر وزير الشؤون الخارجية متردّدا كثيرا في مواجهة وابل من أسئلة الصحفيين الذين حاصروه أمس بالمجلس الشعبي الوطني للحصول على توضيحات بخصوص طريقة تعامل السلطات الجزائرية مع أزمة الدبلوماسيين المختطفين في شمال مالي منذ شهر أفريل الماضي، لكن «مراد مدلسي» استسلم في نهاية المطاف وتحدّث على السريع دون أن يورط نفسه أمام الإعلاميين. وردّد «مدلسي» في إجابته كلاما عاما مفاده: «لا جديد يُذكر. لقد تلقينا المعلومات التي أبلغنا بها الرأي العام الداخلي والدولي. وليست لدينا معلومات إضافية»، وما كاد يُكمل التلفظ بهذه العبرات حتى حاصره أفراد الحماية الشخصية وأبعدوا عنه الصحفيين وكأن الأمر متعلق بتعليمات تلقوها من طرف الوزير. واللافت أنه حتى الوزير الأول «أحمد أويحيى» امتنع بدوره عن الحديث مع وسائل الإعلام التي حضرت بقوة في افتتاح أشغال الدورة الخريفية لغرفتي البرلمان، وخاطبهم قائلا: «اليوم لن أصرّح بأي شيء». وحتى وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، «عبد العزيز بلخادم»، أظهر في بادئ الأمر الموقف ذاته بعد أن ردّ على أسئلة بهذا الخصوص بالإشارة إلى أن مصالح وزارة الشؤون الخارجية أعلنت موقفها «وليس لديّ ما أضيفه فوق ذلك»، لكن «بلخادم» استدرك الأمر وصرّح متضامنا: «إذا تأكد مقتل هذا الدبلوماسي فنحن نُعزّي عائلته وإذا لم يتأكد نتمنى أن يعود إلى بلده». وبعد تذكيره أن «موقف وزارة الخارجية يقول إنه لم يتم التأكد من صحة مقتله. نتمنى أن يكون الخبر كاذبا ونتمنى أن يُطلق سراح الدبلوماسيين المختطفين ويعودون سالمين إلى بلدهم»، تابع الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية مدافعا عن الموقف الرسمي للدولة الجزائرية: «هؤلاء أولادنا ولا بدّ أن ندافع عنهم، وليس هناك من لا يريد لابنه أن يعود سالما معافى». إلى ذلك كانت وزارة الخارجية قد أكدت الشروع في تحري صحة الأنباء المتداولة بشأن اغتيال الدبلوماسي المختطف في مالي ويتعلق الأمر حسبما نقلته عديد المواقع الالكترونية بنائب القنصل الجزائري في مدينة «غاو» بشمال مالي، «الطاهر تواتي»، المحتجز لدى الجماعة المعروفة باسم «حركة التوحيد والجهاد» منذ أفريل المنقضي، وأوضحت الوزارة أن الاتصالات مع المختطفين «لم تتوقف». وقالت وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها إنها قد باشرت التحري حول صحة خبر مقتل الدبلوماسي «الطاهر تواتي» على أيدي الجماعة المقرّبة من التنظيم الإرهابي «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، كما أكدت أن إعلان إعدام نائب القنصل الجزائري في مدينة «غاو» بشمال مالي «لا يمكنه سوى إحداث المفاجأة وتبرير المساعي التي تم اتخاذها من أجل التأكد من صحة المعلومة التي نشرت يوم السبت الفارط». زهير آيت سعادة شارك: * Email * Print * Facebook * * Twitter