بقلم: رشا فاضل / بيروت سيزورنا سانتاكلوز .. بعد أن يكنس الصخب وآثار الرقص وموسيقى الضجيج .. سيزورنا في مقعدينا الشاغرين إلا من ظلالنا النائية .. وسيخلع لحيته المزيفة .. وسيزيح عن كتفه المثقل كيس هداياه الفارغ .. وسيعترف أمام تشابك أصابعنا بوحدته .. وسيذرف دموعه الفضية قبالة شمعتنا الذائبة عشقا أمام ظلك الوارف كأم .. الشاسع كألم .. وسأعترف له .. أني انتظرته كما انتظرتك .. واني حلمت بك ذات عمر .. كما حلمت به ذات طفولة .. وسيشاطرني وجع الوقت الذي حلّق بلمحة فرح عابر إلى قارة أخرى ومضى عار منك .. ووجع الوطن الذي لم يكن سوى منفى آخر .. سيمسك بكفينا ويبارك ساعتنا التي سيتوقف فوق عقاربها الزمن شاهقا بحضورك من جديد .. معتليا قامتك الرمح بدهشة تشبه صوتي الذي لا يعرف الدرب للحروف في حضورك المدهش كبرق .. أو إعصار .. أو مطر .. في الساعة الثالثة عشر .. سأمد لك يدي المنصتة لأصابعك دوما .. لتقول لك ما أضاعه صوتي في درب البوح .. وستعتلي خطواتنا المرتبكة .. منصة رقصتنا الوحيدة .. لأعرف طعم الرقص تحت مداد قامتك التي أتسلقها بأصابعي صعودا .. ونزولا مثل كمان عاشق … وسأهمس في سر دهشتي: أنت قديسي الأخير في زحمة المهرجين والقتلة واللصوص .. وربما يتسع الليل لأعمد بياض قامتك بأصابعي التي ستذرو السواد في قلب شيبك المقدس كلما تغلغلت في دروبه وشعابه .. وسأضمك بلهفة أم وأهمس لك بعتاب عاشقة : تذكر أمومتي أينما وليت وجهك في هذا الكون الحزين .. وسأراقص كفك على وقع موسيقى ليلتنا الوحيدة كقمر منسي .. سأضع يدي على كتفك بحجة الرقص .. وسأتحسس ظلي المعلّق به منذ تلك الأمسية التي تسلقتك فيها دهشتي وأنصتت لك بلهفة عاشقة.. وسأمنح أصابعي حرية اكتشافك من جديد .. ستلتف حول رقبتك .. وتستقر حول التفاحة التي تناساها ادم خصيصا لها .. وستفكر طويلا قبل أن تنزل على صدرك مثل طائر تائه حط اخيرا في عشه الدافئ .. هو صدرك الذي يأوي السفن التائهة والعشّاق الصغار والمسحوقين .. هو نبضك .. الذي اقتفي عزفه الحزين .. هو وجهي المعلق بعينيك .. بجسدك الذي يدور به في حلبة رقص تشطرها قامتك الى شطرين شطر تحتك وشطر يدور معك .. وهي أصابعي التي لا تكف عن اكتشاف مساماتك على امتداد ليلتنا الطويلة الشاسعة .. ليلة الساعة الثالثة عشرة