يعرف نهائي كأس الجزائر لكرة القدم المقرر يوم أول ماي المقبل بملعب 5 جولية (الأولمبي)، بين الجارين العاصميين مولودية الجزائر واتحاد الجزائر معركة من نوع خاص، يخوضها أنصار الفريقين من خلال اللافتات المعلقة في مختلف احياء العاصمة. معركة حامية الوطيس بين الأنصار ولا تعيش أحياء باب الوادي و سوسطارة و القصبة، والأحياء العاصمية الأخرى سوى على وقع المباراة النهائية الخامسة التي ستجمع الفريقين، و هو موعد يعد له أنصار التشكيلتين العدة بشكل خاص، وفي انتظار اليوم الموعود يحاول كل طرف كسب المعركة “البسيكولوجية” على الطرف المنافس، لذا يخوض الطرفان معركة حامية الوطيس بواسطة اللافتات والرايات والشعارات الممجدة لفريقهم المفضل. ألوان الفريقين تغطي كل الأماكن وحتى على مستوى التواصل الاجتماعي، بلغت المعركة ذروتها بين أنصار الإخوة الأعداء، والتي أخذت أبعادا كبيرة مع اقتراب موعد الطبعة ال 49، ولا يمر يوم إلا ونشر الأنصار على صفحات “الفايس بوك”، صورا وأعلاما بألوان الفريقين، وهي طريقة تؤجج المنافسة قبل موعدها المحدد. أموال طائلة تصرف على الحدث ويبدو أن “هذه الطريقة” أتت بثمارها، بعد تزايد الرايات واللافتات بشكل مطرد، منذ نهاية الأسبوع المنصرم وعلى مستوى كل أحياء العاصمة بدون استثناء، وفي هذا السياق أطلق كل طرف العنان للإبداع من أجل تقديم منتوج “فريد من نوعه”، حتى ولو كلفه ذلك أموال طائلة. أصحاب مصانع الخياطة أكبر الرابحين هذه المعركة الحامية الوطيس، لم تخدم سوى مصالح أصحاب مصانع الخياطة والطباعة، الذين ارتفعت أرقام أعمالهم بدرجات، على غرار الباعة المتجولين الذين يعرضون أقمصة الفريقين بأثمان معقولة، كون البضاعة تبدو مغشوشة، والتي تثير دون شك سخط أصحاب العلامات الرسمية التي تمون الناديين. لافتات صخمة تحمل ألوان الناديين ومن بين الإبداعات التي لاحظناها في شوارع باب الوادي مثلا، اللافتات الضخمة التي تحمل سويا ألوان الناديين والتي علقت من بناية إلى أخرى، وهو ما استحسنه الجميع كونه يجسد العلاقات الحميمة، التي طالما جمعت أنصار المولودية والاتحاد. نهائي يبشر بتنافس شديد في المدرجات هذه الطريقة من شأنها أن تبشر بنهائي غني بالألوان على مدرجات ملعب 5 جويلية للصرح الأولمبي، وهي مباراة تعهد أصحاب المولودية و الاتحاد تنشيطها بأحسن طريقة، كانت وهو ما جعل الملاحظين يجمعون على أنها ستكون معركة أخرى في “المدرجات.” فمولودية الجزائر التي فازت بالمقابلات النهائية الأربعة على الغريم الاتحاد، مصممة على المواصلة على هذا المنوال، بينما يريد أبناء سوسطارة “محو شبح المولودية”، مما فسح المجال واسعا لنقاش طويل لا ينتهي بين أنصار الطرفين، في الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي “للمعركة الحقيقية”.