أدت التقلبات الجوية "المفاجئة" التي صحبت بأمطار غزيرة خلال اليومين الماضيين عبر مختلف ولايات الوطن والجزائر العاصمة خصوصا إلى وفاة شخص جراء سقوط جدار بمستشفى بني مسوس، فيما جرح آخرون، ناهيك عن تسجيل حالات لتسرب مياه الأمطار إلى داخل عدد من المنازل وإتلاف للمحاصيل الزراعية وكذا في صعوبة في حركة المرور عبر عدد من الطرقات. في هذا السياق، كشف أمس وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية عن تسجيل وفاة شخص ببني مسوس وجرح أربعة آخريين في الفيضانات التي شهدتها العاصمة، وأضاف ولد قابلية في تصريح صحفي على هامش الزيارة التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى ولاية باتنة أن الأمطار التي شهدتها منطقة العاصمة وما تسبب عنها من السيول التي امتدت من أعالي العاصمة إلى منطقة باب الواد كانت "أخطر" من تلك التي شهدتها خلال سنة 2011. وأضاف أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات من خلال عملية إعادة تهيئة قنوات الصرف الممتدة من شوفالي إلى باب الواد والتي جنبت وقوع خسائر بشرية ومادية خلال أمطار أول أمس، كما تم اتخاذ كل التدابير اللازمة في مختلف الولايات بعد الإعلان عن التقلبات الجوية من قبل الأرصاد الجوية، وهو ما حال دون حدوث خسائر. كما تم تسجيل انهيار سقف منزل وتسرب لمياه الأمطار إلى عدة منازل ومباني عمومية في بلدية حسين داي بالعاصمة وزرالدة وتسالة المرجة وبئر مراد رايس وسيدي محمد وبئر توتة وحيدرة وبئر خادم وباب الوادى ودرارية وشراقة وبراقي، وأشارت الحصيلة المقدمة كذلك إلى عدة طرق مقطوعة وفيضان وادي بحي "قويدري (بوزريعة ). وقد سجلت الحماية المدنية أيضا تسرب مياه الأمطار إلى عدة سكنات ومباني عمومية في ولاية البليدة وتشقق بثلاث مباني في منطقة العربي بن مهيدي بولاية عين تيموشنت، وقامت الحماية المدنية في ولاية تيبازة بعمليات تصريف لمياه الأمطار من ثلاث منازل ومؤسسة تعليمية (متوسطة) . كما تسببت الأمطار الغزيرة أيضا في غلق العديد من الطرقات بالجزائر العاصمة حسب ما أكده المدير العام للحماية المدينة العقيد مصطفى لهبيري الذي أرجع سبب ذلك إلى عدم تنظيف البالوعات على مستوى العديد من الأحياء، وأوضح لهبيري "أن الأمطار الغزيرة أدت إلى غلق العديد من الطرقات، وأكثرها تضررا تقع في كل من بني مسوس وبرج البحري و باب الوادى" مؤكدا بأنه "تم تجنيد 2000 عنصر من الحماية المدينة وزعوا عبر العديد من أحياء وبلديات العاصمة تحسبا لأي طارئ". كما أدت التقلبات الجوية التي عرفتها ولاية هران والتي تميزت بتساقط أمطار غزيرة إلى تسجيل عدد من الجرحى وبعض الخسائر المادية ودون وقوع وفيات، وقد تم تسجيل انهيار سقف مسكن بحي "الدرب" العتيق مما تسبب في جرح شخص واحد تم تحويله إلى المركز الاستشفائي الجامعي لوهران، ووقعت أربعة حوادث مرورية تسببت فيها الوضعية الجوية السيئة جرح خلالها خمسة أشخاص حسب ذات المصدر، ويتعلق الأمر بحادث تصادم أربع سيارات بالطريق الرابط بين بوتليليس ومسرغين مسببا جرح شخصين وكذا انحراف سيارة على مستوى دوار السلاطنة ببوفاطيس مما أدى إلى إصابة شخص بجروح إلى جانب حادث إصطدام سيارة بشجرة على مستوى الطريق الوطني رقم 11 بقديل جرح خلاله شخصان وكذا انقلاب سيارة بوادي تليلات دون إحداث خسائر بشرية. كما أحصت مصالح الحماية المدنية ما لا يقل عن 15 تسربا للمياه بالمساكن في بعض الأحياء العتيقة مثل "الدرب" و"سيدي الهواري" حسب ذات المصدر الذي أشار إلى تجنيد المصالح المذكورة كافة الوسائل البشرية والمادية اللازمة لتصريف المياه المتجمعة عبر الطرقات. وبولاية البليدة سجل 30 تدخلا لامتصاص المياه المتسربة إلى 119 منزل عبر عدة بلديات .كما تم التدخل بمحطة توليد الكهرباء ببلدية مفتاح و التي عرفت تسربا لمياه الأمطار إلى داخل بعض مصالحها، كما تسببت هذه الاضطرابات في خروج سكان حي خزرونة الفوضوي بالبليدة صباح أمس إلى الشارع حيث أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 29 و بالضبط عند الجسر الرابط بين بلديتي البليدة و أولاد يعيش للمطالبة بترحيلهم إلى سكنات لائقة عقب تسرب المياه إلى حوالي 30 بيتا قصديريا من هذا الحي. وبولاية الشلف أحصي 24 تدخلا للحماية المدنية منذ أول أمس الثلاثاء و إلى غاية صباح أمس بسبب تسربات لمياه الأمطار إلى منازل مواطنين عبر عدد من بلديات الولاية إلى جانب تسجيل تشكل برك على مستوى بعض محاور الطرقات و تصدع في منزلين هشين، كما تمت معاينة سد "سيدي يعقوب" وسد "الكريمية" تحسبا لأي ظرف علما أن منسوب المياه بهاذين السدين قد سجل أعلى مستوياته. أما بولاية المدية، فقد سجلت خسائر بالعديد من المستثمرات الفلاحية الخاصة بزراعة الحبوب و الكروم بكل من بلديات بن شيكاو وأولاد براهيم والعمرية وبوسط المدية جراء تساقط البرد خلال 48 ساعة الأخيرة حسب ما علم عن غرفة الفلاحة بالولاية. وبولاية تيزي وزو رصدت حالات تسرب المياه إلى منازل المواطنين عبر العديد من البلديات دون تسجيل أي خسائر تذكر على غرار ذراع بن خدة و تيغزيرت وافليسن وببوزغن، كما سجل انجراف للتربة على امتداد 25 متر بالقرب من ثانوية ازفون وإنقاذ شخص ببلدية ذراع بن خدة كان محصورا على متن شاحنة للرمل نتيجة الأوحال المترتبة عن وادي سيباو.