خلفت الاضطرابات الجوية الأخيرة التي شهدتها العاصمة وضواحيها، وعدة مدن في وسط وغرب البلاد، مقتل شخص وإصابة 8 آخرين، بعد التساقط الكبير للأمطار التي خلّفت خسائر هامة في المباني عبر ولايات الوطن، بعد أن غمرت المياه العديد من المنازل والطرقات، وتسببت في شل حركة الترامواي والميترو في العاصمة. سجلت مصالح الحماية المدنية يومي الثلاثاء والأربعاء 2170 تدخل، 65 منها في الجزائر العاصمة، حسب بيان المديرية العامة. وقد توفي شخص جراء سقوط جدار، فيما جرح آخر وتم نقله إلى نفس مستشفى بني مسوس إثر انهيار مسكنين من الصفيح في المكان المسمى “ساحل"، كما تم تسجيل انهيار سقف منزل وتسرب لمياه الأمطار إلى عدة منازل ومبان عمومية ببلديات حسين داي، زرالدة، تسالة المرجة، بئرمرادرايس، سيدي محمد، بئرتوتة، حيدرة، بئرخادم، باب الوادي، الدرارية، الشراڤة، وبراقي. وأشارت الحصيلة المقدمة إلى عدة طرق مقطوعة وفيضان وادي بحي قويدري ببوزريعة. وسجلت الحماية المدنية أيضا تسرب مياه الأمطار إلى عدة سكنات ومبان عمومية في ولاية البليدة وتشقق ثلاثة مباني في منطقة العربي بن مهيدي بولاية عين تموشنت. وفي ولاية تيبازة قامت الحماية المدنية بعمليات تصريف لمياه الأمطار من ثلاثة منازل ومؤسسة تعليمية. أما في غرب البلاد، فقد أدت التقلبات الجوية التي عرفتها ولاية هران خلال ال 24 ساعة الماضية وتميزت بتساقط أمطار غزيرة، إلى تسجيل عدد من الجرحى وبعض الخسائر المادية دون وقوع وفيات، حسبما علم أمس من مصالح الحماية المدنية. وقد تم تسجيل انهيار سقف مسكن بحي الدرب العتيق، ما تسبب في جرح شخص واحد تم تحويله إلى المركز الاستشفائي الجامعي لوهران. ووقعت أربعة حوادث مرورية تسببت فيها الوضعية الجوية السيئة، جُرح خلالها خمسة أشخاص، ويتعلق الأمر بحادث تصادم أربع سيارات بالطريق الرابط بين بوتليليس ومسرغين، مسببا جرح شخصين، وكذا انحراف سيارة بدوار السلاطنة ببوفاطيس، ما أدى إلى إصابة شخص بجروح، إلى جانب حادث اصطدام سيارة بشجرة على مستوى الطريق الوطني رقم 11 بڤديل، جرح خلاله شخصان، وكذا انقلاب سيارة بوادي تليلات دون إحداث خسائر بشرية. كما أحصت مصالح الحماية المدنية ما لا يقل عن 15 تسربا للمياه بمساكن بعض الأحياء العتيقة مثل الدرب وسيدي الهواري، حسب المديرية العامة للحماية المدنية، التي أشارت إلى تجنيد المصالح المذكورة كافة الوسائل البشرية والمادية اللازمة لتصريف المياه المتجمعة عبر الطرقات. وتسببت التقلبات الجوية “المفاجئة"، مساء أول أمس، في غلق العديد من الطرقات بالجزائر العاصمة، حسبما أكده المدير العام للحماية المدينة، العقيد مصطفى لهبيري، الذي أرجع سبب ذلك إلى عدم تنظيف البالوعات بالعديد من الأحياء. وأوضح المدير العام لمصالح الحماية المدنية، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الأمطار الغزيرة أدت إلى غلق العديد من الطرقات وأكثرها تضررا في كل من بني مسوس، برج البحري، وباب الوادي. كما أبرز أنه “تم تجنيد 2000 عنصر من الحماية المدينة وزعوا عبر العديد من أحياء وبلديات العاصمة تحسبا لأي طارئ"، مشيرا إلى “إمكانية الاستعانة بوحدات إضافية من ولايات بومرداس وتيبازة والبليدة إن استلزم الأمر. وبدوره أوضح مدير الحماية المدنية لولاية الجزائر، محمد تغريستين، أن وحداته سجلت 21 تدخلا إلى غاية الساعة التاسعة مساء من ليلة أول أمس، خاصة في الطريق الرابط بين بلديتي بوزريعة وبني مسوس بمنحدر سيدي يوسف. إلى جانب ذلك وضعت المديرية العامة للحماية المدنية 4000 عون في حالة تأهب بعد تهاطل الأمطار الغزيرة، وسجلت العديد من عمليات تصريف مياه الأمطار من المنازل، فضلا عن عمليات إنقاذ أشخاص معرضين للخطر الذين تمت محاصرتهم في سياراتهم عقب فيضان الأودية، خاصة في ولايات الجزائر، تيزي وزو، البليدة، تيبازة، عين تموشنت، بومرداس، وجيجل. ولم تخل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من الصور التي عكست كارثية الوضع جراء تراكم مياه الأمطار التي تهاطلت على مدار 24 ساعة الماضية، حيث تم تداول صور لأحياء غمرتها المياه ومسالك تعذر على المواطنين اتخاذها، كشارع طرابلس بحسين داي، باب الوادي، تريولي، والعديد من الصور التي أعادت للأذهان الفيضانات التي شهدتها العاصمة سنة 2001.