نجح حزب جبهة القوى الاشتراكية في تجاوز عقبة استخلاف الزعيم المؤسس حسين آيت أحمد عن طريق ابتكار فكرة قيادة جماعية لتسيير شؤون الحزب، وعلى الرغم من أن انتخاب القادة الخمسة الذين عهدت لهم مسؤولية الحزب سارت بشكل مرن وسلس خلال المؤتمر الخامس، إلا أن عملية الفصل في منصب السكرتير العام للحزب أرجأت إلى وقت لاحق، وفي هذا السياق تتحدث بعض المصادر عن ترجيح كفة "أحمد بطاطش" لتولي هذا المنصب وهو مايعطي فكرة على الخط السياسي الذي سيتبناه الأفافاس في المرحلة القادمة. سيتم تعيين الأمين الأول الجديد لجبهة القوى الاشتراكية من بين أعضاء المجلس الوطني المنبثق عن مؤتمر الخأمس للحزب الذي تتواصل أشغاله أول أمس بالعاصمة حسبما علم لدى الناطق باسم المؤتمر شافع بوعيش. و ستقوم الهيئة الرئاسية المنتخبة من طرف المؤتمرين خلال الأيام المقبلة بتعيين الامين الوطني للحزب من بين اعضاء المجلس الوطني. وبدوره سيعين الأمين الأول أعضاء الأمانة الوطنية بالتشاور مع القيادة الجماعية حسبما أوضحه بوعيش، ومنذ إنشاء منصب الأمين الأول كان رئيس الحزب حسين آيت احمد هو الذي يعين من يشغله من بين إطارات الحزب، وتمت المصادقة على الهيئة الرئاسية التي ستقود الحزب خلفا لزعيمه حسين آيت أحمد من طرف اغلبية المؤتمرين. وتشير بعض التسريبات أن رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية أحمد بطاطش من أكبر المرشحين للفوز يمنصب السكرتير العام للحزب، وهو يؤشر على أن الأفافاس سيحافظ على الخط السياسي الذي تبناه منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة والقائم على اعتماد مبدأ المعارضة من الداخل من خلال التخلي عن سياسية الكرسي الشاغر الذي اعتمدها حزب الداحسين لسنوات طويلة وتبني خيار المشاركة في العمل السياسي وهو ماتجسد في تشريعيات العاشر ماي ومحليات 29 نوفمبر الفارط، مع الحفاظ على الخط المعارض وبشكل راديكالي أحيانا هو ماتبدى أيضا من خلال موقف حزب جبهة القوى الاشتراكية داخل البرلمان والتي عارضت وأحيانا قاطعت جلسات التصويت على العديد من مشاريع القوانين. و تتكون الهيئة الرئاسية من محند امقران شريفي و علي لعسكري و رشيد حالت و عزيز بلول و سعيدة اشلامن،و للتذكير تخلى آيت احمد الذي ترأس أقدم حزب للمعارضة منذ تأسيسه منذ خمسين سنة خلت عن رئاسة جبهة القوى الاشتراكية في ديسمبر 2011، و قد أعلن المؤتمر أمس الجمعة بالاجماع آيت أحمد رئيسا شرفيا للحزب. و في رسالته للمشاركين في المؤتمر دعا آيت أحمد الجزائريين إلى "البقاء متحدين من أجل بناء دولة القانون و الديمقراطية". و بهذه المناسبة ذكر آيت أحمد أن كفاح حزبه "هو كفاح من أجل الديمقراطية والحرية و من أجل سيادة الجزائر". و سيتوج المؤتمر الخأمس لجبهة القوى الإشتراكية الذي ينعقد تحت شعار "من أجل إعادة بناء اجماع وطني" ببيان ختامي.