ينظم المجلس الشعبي الوطني اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء نقاشا واسعا وعميقا حول تجربة الإصلاحات السياسية التي عرفتها البلاد وهذا بتنظيم ملتقى دولي تحت عنوان "الإصلاحات السياسية في الجزائر.. المسار والأهداف" بالنادي الوطني للجيش بمشاركة عدد كبير من البرلمانيين الجزائريين من الغرفتين ومن مختلف المشارب والتوجهات السياسية، وكذا مشاركة برلمانيين أجانب خاصة من بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وحسب دليلة فورار نائبة رئيس المجلس الشعبي الوطني المكلفة بالإعلام فإن الملتقى هذا سيكون فرصة لتسويق الإصلاحات التي عرفتها الجزائر والتي وصفتها بالناجحة، وإظهار للآخرين أن هذه الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة هي التي أدت إلى خلق الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد على خلاف ما هو ملاحظ في بلدان أخرى، وأضافت السيدة فورار في أن الملتقى سيكون فرصة أيضا لاستعراض الجوانب التي مست مسألة تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة. ومن المنتظر أن يناقش المشاركون في الملتقى الدولي الذي سيحضره برلمانيون من دول صديقة نموذج الجزائر في التغيير الهادئ أو التغيير من الداخل الذي بادر به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد الحراك السياسي الذي عصف بالمنطقة العربية وأطاح بأكثر من نظام عربي، حيث أعلن آنذاك رئيس الجمهورية في خطابه عشية اليوم الوطني للعلم عن مشروع طموح للإصلاح السياسي بمراجعة أهم التشريعات في البلاد على غرار قوانين الانتخابات والإعلام والأحزاب والجمعيات وكذا المبادرة بمشروع قانون لتعزيز وترقية المشاركة السياسية للمرأة يتضمن نظام الكوطة للنساء في المجالس المنتخبة. ولعلّ السؤال الجوهري الذي سيبحث له المشاركون عن إجابة خلال الملتقى هو فيما إذا كان مشروع الإصلاحات السياسية قد جنبّ الجزائر سيناريو ما سمي اصطلاحا »الربيع العربي« والذي أدخل أكثر من دولة في دوامة العنف واللاإستقرار، ووصفت المتحدثة الملتقى بالكبير كونه سيشهد مشاركة عدد كبير من البرلمانيين الجزائريين وأساتذة وخبراء في قطاعات مختلفة، فضلا عن مشاركة أجنبية واسعة خاصة منها مشاركة برلمانيين من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي المنطقة التي تنتمي إليها الجزائر وتتشابه فيها مع بلدان أخرى في كثير من الجوانب. وتشرف على تحضير هذا الملتقى نائبة رئيس المجلس المكلفة بالتشريع السيدة عويسات فتيحة هذه الأخيرة في اتصال بها أمس لم تتمكن من إعطائنا المحاور الكبرى للملتقى الذي سيشرف على افتتاحه رئيس المجلس محمد العربي ولد خليفة كونها كانت في حالة صحية غير مناسبة، لكن مصادر أخرى من الغرفة السفلى للبرلمان قالت انه سيعرف عددا معتبرا من المداخلات تتمحور أساسا حول عرض مختلف الجوانب المتعلقة بالإصلاحات السياسية التي عرفتها الجزائر في السنتين الأخيرتين والتي كان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد أوصى بها في خطابه للأمة يوم 15 أفريل 2011، ثم ترجمت على ارض الواقع بداية من سنة 2012. ويضيف ذات المصدر أن الملتقى سيكون فرصة حقيقية للنقاش الحر والتعددي بما انه سيكون مفتوحا لجميع النواب والبرلمانيين من مختلف المشارب السياسية الممثلة في البرلمان بما في ذلك المعارضة التي لها تحفظات عديدة على مسار ونتائج الإصلاحات السياسية.