توقف قلب المحامي الثائر جاك فرجيس، الديغولي الشيوعي، كما يحلو للبعض توصيفه. فاز في كل الدعاوى القضائية التي رافع فيها عن مناضلين عالميين في سبيل الحق والمساواة، ليخسر في محاكمة الصراع مع المرض. رحل فرجيس عن ثمانية وثمانين عاماً تاركاً أمثولة في النضال حتى الرمق الأخير. في صغره، لعب فيرجيس مع السياسة منذ ولادته عام 1925. هو من أم فيتنامية وأب فرنسي، إنتمى إلى الحزب الشيوعي الفرنسي عام 1942 أيّد الديغولية حتى النخاع، فتأثير الجنرال عليه كان كبيراً، وأخذه عشقه في الدفاع عن العدالة على ما استوحى بعض عناوين مؤلفاته إلى حدّ الانخراط في صفوف "الجبهة الوطنية لتحرير الجزائر". وهنا كان اسمه الحركي "منصور"، وهنا أيضاً تعرّف إلى المطاردة رقم 1 من الاستعمار الفرنسي، المناضلة جميلة بوحيرد. "الجزائر أمّنا" عبارة رددتها جميلة منذ مقاعد الدراسة حتى الثورة الحقيقية مكان عبارة "فرنسا أمّنا" فكانت كفيلة بتحويلها رمزاً للنضال الجزائري ضد الإستعمار الفرنسي. قصتهما بدأت ثورة وطنية، واستمرت ثورة في الحب والزواج. جاك فرجيس في عين السينمائي باربت شرودر هو "محامي الرعب"، فكما ارتبط اسم فرجيس بشكل قوي باستقلال الجزائر، ارتبط كذلك بقضايا مقاومة كثيرة عبر العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. في قضية المناضل اللبناني والعربي جورج عبد الله قال فرجيس"لا نريد للقضاء الفرنسي أن يتصرف "كعاهرة" في خدمة الأميركيين"… دافع عن كارلوس، وأنيس النقاش، وسلوبودان ميلوزوفيتش، وحتى معمر القذافي بعدما رفع ورولان دوما دعوى ضد الحلف الأطلسي بتوكيل من الحكومة الليبية. تأثر فيرجيس بماو تسي تونغ، واجتمع فيه فحضرت الثورة في حياته كما في انتاجاته. أسس مجلة "الثورة الأفريقية". ومن أبرز مؤلفاته "من أجل الفدائيين المقاومة الفلسطينية" و"قتلني عمر" ليختصر حياته ربما في عنوان كتابه "كم كانت حروبي جميلة"!…