اتهمت أمس، الهيئة الوطنية لترقية الصحة و تطوير البحث "فورام"، الأميار باللامبالاة حيال مشكل تراكم القمامة والنفايات بالأحياء السكنية و عدم قدرتهم على إيجاد حلّ ناجع لها، معلنة حالة الطوارئ نظرا لتزايد حالات الإصابة ب"حمى المستنقعات"و الأمراض الناجمة عن تراكم النفايات و انتشار الباعوض و الحشرات الأخرى الناقلة للأمراض. دق البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة و تطوير البحث "فورام"، أمس، ناقوس الخطر، حيال ظاهرة انتشار الباعوض و الناموس و الحشرات بالأماكن التي تتراكم فيها القمامة و النفايات بالأحياء السكنية، مما يؤدي إلى انتشار الأوبئة و الأمراض، و الشيء الملفت للانتباه يوضح المتحدث، هو الأعداد الهائلة من حشرة "الناموس" التي باتت تنتشر ليس في المناطق التي بها برك مائية فحسب بل حتى في الأحياء العمرانية الحضرية، و ذلك بسبب تراكم أكياس القمامة و النفايات هنا و هناك. و أشار المتحدث، إلى داء "حمى المستنقعات" الذي عاد من جديد و سجّل عشرات الحالات يوميا خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي يدعو إلى القلق ، يقول المتحدث، كما تشهد مصالح الاستعجالات حالة الطوارئ في عدة مناطق من الوطن، و باتت تستقبل عشرات الحالات من داء "حمى المستنقعات"، و معظم المصابين من فئة الاطفال مادون 5 سنوات و الغريب أن المصابين يحملون عددا هائلا من لدغات الباعوض التي تتجاوز 150 لدغة على الشخص واحد، مع العلم أن حشرة الناموس سريعة في نقل الوباء للمريض. و ألقى االبروفيسور خياطي، المسؤولية على رؤساء البلديات الذين أثبتوا عجزهم على معالجة مشكل الأوساخ و القمامة المتراكمة في الأحياء السكنية، كما أكد أن "فورام" ستتناول الموضوع بالنقاش مع عديد من الهيئات الطبية الوطنية لرفع دعوى قضائية ضد كل بلدية تهاونت في معالجة مشكل النفايات و ضربت عرض الحائط صحة المواطن. و تحدث البروفيسور عن الأمراض المتنقلة عن طريق الباعوض و الفئران، مشيرا إلى أنها لا تعد و لا تحصى منها "حمى المستنقعات" التي عادت بقوة هذا العام إلى الجزائر، بالإضافة إلى التيفوييد و التسممات الغذائية و الإكزيما و الأمراض الجلدية و غيرها. و للإشارة، كان مدير الصحة بولاية تمنراست عمر بن سنوسي قد أعلن منذ أيام عن تسجيل 36 حالة لحمى المستنقعات مند بداية السنة الجارية إلى غاية 31 جويلية المنصرم بالولاية مركزا على ضرورة التنسيق بين الجزائر ودول الجوار من الجنوب للقضاء على هذا الداء، موضحا أن هذه الحالات والتي تعد مستوردة تم التكفل بها كليا من قبل المصالح الإستشفائية بمستشفى تمنراست وينتظر التأكد فعليا من أنها حالات لداء حمى المستنقعات من طرف المخابر المختصة بالجزائر العاصمة. وتبقى العمليات التحسيسية على مستوى جميع المؤسسات الإستشفائية الجوارية لصالح المواطنين من ضرورة اقتناء الأدوية الضرورية قبل مغادرة التراب الوطني في فترات تساقط الأمطار في الدول المجاورة والتي تعرف تساقطها في الفترة الممتدة من شهر جويلية الى غاية شهر أكتوبر أحسن سبيل للوقاية من انتشار الداء.وحسب نفس المصدر فان الجزائر قد قامت بجميع الإجراءات الضرورية لتغطية جميع المناطق الواقعة ضمن نطاقها الحدودي من خلال حملات مكثفة في المناطق المعنية على غرار تين زواتين وعين قزام الحدوديتين ومدينة تمنراست عن طريق رش المبيدات الضرورية والحرص على تدخل الجهات المعنية للقضاء على البرك والمستنقعات وإخلائها من المياه باستعمال المضخات التي تحرص السلطات المحلية على توفرها لدى مصالح البلديات المعنية. وقد تم مؤخرا تزويد البلديات المعنية بمعدات ودعمها من طرف مصالح الصحة لمرافقتها في طريقة وكميات استعمال هذه المبيدات بحيث تم تخصيص مبلغ 2 مليون دج من اجل ضمان توفير هذه المعدات علاوة على توفير كمية تقدر ب 120 كلغ من المبيدات حاليا كمخزون لضمان إجراء هذه العمليات.