حذر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث »فورام«، البروفيسور مصطفى خياطي، من إمكانية عودة أمراض خطيرة كالملاريا وحمى الضنك، والتي تنقلها الحشرات الطائرة من المياه الراكدة، إلى الأشخاص، فيما ستجتمع وزارة الصحة لدراسة مشكل الوديان والمستنقعات بعدما أصبحت تشكل تهديدا على حياة المواطنين. دعا رئيس هيئة »فورام«، وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وكذا السلطات المحلية إلى ضرورة استحداث إستراتيجية وطنية لمكافحة الأمراض المتنقلة عبر المياه، والقضاء على فضاءات المياه الراكدة، موضحا أن هناك حشرات قاتلة تفرز مواد سامة »الاستامين« والتي تعطي مضاعفات كبيرة للجسم مما تتسبب تلك اللدغات في انتفاخ الجلد ثم إلى حكة كبيرة فحمى، مؤكدا انه إذا حصل وأن مست الحبال الصوتية فإنها تقتل الإنسان، كما لها مضاعفات أخرى على الكبد والكلى. ونظرا لخطورة الوضع لم يستبعد البروفيسور خياطي، عودة الملاريا والطاعون وغيرها من الأمراض الخطيرة إن لم تتخذ السلطات المختصة إجراءات استعجاليه لمعالجة هذا المشكل، خاصة بعد تسجيل عدة حالات للملاريا في ولاية غرداية وولايات، وأخرى في الجنوب، أين يكون الخطر أكبر لقربها من بلدان »العمق الإفريقي« والتي تشهد تصاعدا لعدد حالات الإصابة، واستدل خياطي بما حدث في منطقة الرويبة الصناعية في الأيام الفارطة، أين تسببت أسراب البعوض الذي نمى في إحدى الوديان الراكدة الذي تصب فيه النفايات الصناعية في إصابة أزيد من1000 عامل من شركة المركبات الصناعية »ا سان تي في«، لذلك أصبح تتبع المستنقعات بالأودية ورشها، وكذلك رش المنازل والأحياء السكنية، وأسطح المنازل بمبيدات فعالة أمر ضروري. من جهة أخرى حملت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات المسؤولين المحليين بمنطقة الرويبة، مسؤولية ما حصل، لكونهم لم يسهروا على نظافتها، مشيرة إلى أن كل المصابين والبالغ عددهم 306 ، تم التكفل بهم وغادروا جميعا المستشفيات، نافية أن تكون هناك حالات خطيرة في مستشفى »القطار«، وأشارت الوزارة إلى اجتماع مرتقب هذه الأيام لمختصين في البيئة والصحة لتفعيل مخطط عمل للوصول لإيجاد حلول لمشكل المستنقعات والأودية التي تهدد صحة المواطن، لتفادي تكرار ما حدث هذه الأيام في المنطقة الصناعية.