كشف المستشار الإعلامي على مستوى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سليم بلقسام عن اجتماع مرتقب هذه الأيام يشارك فيه مختصون في البيئة والصحة ويرمي إلى تفعيل مخطط عمل يتعلق بإيجاد حلول لمشكل المستنقعات والأودية التي تهدد صحة المواطن من أجل تفادي تكرار ما حدث هذه الأيام في المنطقة الصناعية. وحمل المتحدث المسؤولين المحليين بالمنطقة مسؤولية ما حصل، لكونهم لم يسهروا على نظافتها، مشيرا إلى أن كل المصابين البالغ عددهم 306 حالات -حسب تصريحه- تم التكفل بهم وغادرو جميعهم المستشفيات، وأنكر أن تكون هناك حالات خطيرة في مستشفى القطار. ويأتي هذا الاجتماع بعد أن بلغ حال المحيط والبيئة درجة مقلقة بسبب انتشار النفايات وانعدام النظافة، فضلا عن المواد السائلة من مياه الأمطار وغيرها التي تظل راكدة لأيام وحتى أسابيع دون أن يتكفل بإزالتها لا المواطن ولا السلطات المحلية لتشكل خطرا على صحة المواطن وعلى البيئة نفسها. في هذا السياق، أكد البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام"، أن أمراضا خطيرة كالملاريا وحمى الضنك ناتجة عن مياه المستنقعات تهدد صحة الجزائريين وتنقلها بعض الحشرات كالبعوض والذباب من مكان لآخر، مشيرا إلى أن بعض هذه الحشرات قاتلة وتفرز مواد سامة مثل "الاستامين"، التي تتسبب في مضاعفات كبيرة للجسم وكذا انتفاخ الجلد، حكة كبيرة وحمى، وإذا مست الأحبال الصوتية فإنها تقتل الإنسان، كما لها مضاعفات أخرى على الكبد والكلى. ودعا رئيس الفورام، وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وكذا السلطات المحلية إلى ضرورة استحداث استراتيجية وطنية لمكافحة الأمراض المتنقلة عبر المياه، والقضاء على بقع المياه الراكدة، وأخذ الدرس مما حدث في منطقة الرويبة الصناعية مؤخرا، حيث تسببت أسراب البعوض الذي نما في إحدى الوديان الراكدة الذي تصب فيه النفايات الصناعية في إصابة أزيد من ألف عامل من شركة المركبات الصناعية بالرويبة وهو ما يجعل من ربط المستنقعات بالأودية ورشها، وكذلك رش المنازل والأحياء السكنية، وأسطح المنازل بمبيدات فعالة أمرا ضروريا. وأبدى البروفيسور خياطي تخوفه من عودة الملاريا والطاعون وغيرها من الأمراض الخطيرة إذا لم تتخذ السلطات إجراءات استعجالية لمعالجة هذا المشكل، خاصة بعد تسجيل عدة حالات للملاريا في ولاية غرداية وولايات أخرى في الجنوب، خاصة وأن هذه الأخيرة غير بعيدة من بلدان العمق الإفريقي التي تشهد تصاعدا لعدد حالات الإصابة، علما أن الملاريا وراء 60 بالمائة من حالات الوفاة في مالي.