يعد كتاب «جمال حمدان.. عبقرية المكان»، لمؤلفيه محمد محمود غنيمة وأيمن منصور، من الدراسات الوثائقية المهمة؛ إذ تميز الكتاب بأسلوب علمي محكم، وتدفقت لغته بشكل سلس تجعلك تستطرد في القراءة، كما أنه خارج من صلب دراسة لم تألُ جهداً في الاستعانة بالمصادر والمراجع الأولية. ولعل الوثائق الشخصية الخاصة بالدكتور جمال حمدان التي أتيحت للمؤلف تجعل من هذا الكتاب سبقاً وأول ما نشر عن هذا العلامة والمفكر الجغرافي الدكتور جمال حمدان، ذلك العبقري الفذ الذي آمن بأن الجغرافيا هي السبيل الوحيد أمام الإنسان ليعرف وطنه ويرى جماله ويدرك أسراره. تطرق غنيمة ومنصور في الفصل الأول من الكتاب الذي عنون تحت اسم «محطات على الطريق»، إلى حياة الدكتور جمال حمدان الشخصية، منذ نشأته الأولى بقرية ناي التابعة لمركز القليوبية، ومن ثم انتقاله مع أسرته إلى القاهرة، ودخوله المدرسة التوفيقية التي ظهرت بها نجابته وحبه لعلوم الجغرافيا، كما استعرضا أيضاً فترة دراسته في جامعه فؤاد الأول «القاهرة حالياً»، وكيف أحب الطالب جمال حمدان أستاذه الدكتور محمد عوض محمد، حتى إنه دوّن بخط يده كتاب «النيل» له. وفي هذا الفصل أيضاً، استعرض الكتاب فتره بعثة حمدان بإنجلترا، وحصوله على درجة الدكتوراه. كما نجد أنه أطل على فترة عزوف الدكتور جمال عن المشاركة الاجتماعية، واختياره العيش وحيداً تحت عنوان «ثلاثون عاماً من العزلة»، وكيف عاش في حب مصر فقط، يبحث ويألف ويدرس الشخصية المصرية، حتى يصدر كل كتبه التي نشر المعدون أغلفتها. ثم تحت عنوان جوائز وتكريم، تجد كل الجوائز والتكريميات التي حصل عليها الدكتور جمال حمدان، وتجد في هذا العنوان مراسلات يرفض فيها حمدان جائزة الدولة التقديرية، لأنها قدمت له بشكل غير لائق، وفي نهاية الفصل نشر غنيمة ومنصور تحقيقاً بعنوان «علامات استفهام حوله وفاته». وتحت عنوان «مواقف من حياة حمدان»، استعرض الكتاب مواقف مهمة في حياة المفكر الجغرافي الدكتور جمال حمدان. وجاء الفصل الثاني تحت عنوان «حمدان والجغرافيا»، وأوضح المؤلفان فيه رؤية حمدان لعلم الجغرافيا، ورؤيته الاستراتيجية، وكيف تنبأ بثورات الربيع العربي وثورة الشعب المصري في يناير ويونيو.. وغير ذلك. أما الفصل الثالث، فاستعرض آراء حمدان في القضايا المصرية، ولعل أبرزها: الشخصية المصرية والسد العالي والمسلمون والأقباط ووحدة الحضارة والوطن. وفي الفصل الرابع، وضع المؤلفان مقارنات بين مؤلفات للكاتب. ويأتي الفصل الخامس والأخير تحت عنوان «من روائع مخطوطات حمدان».