يتناول كتاب ''نظرة عامة عن حياة بديع الزّمان سعيد النُّورسي'' لصاحبه الأستاذ الدكتور إحسان قاسم الصّالحي، المشرف العام على مركز النُّور للدراسات الحضارية والفكرية، حياة ''هذا الإنسان العظيم الخصب الزخار، والوقوف على شاطئ بحره العميق الغور الواسع المدى الذي لا تنفد درره ولا تنتهي لآلئه''. والمفكر الإسلامي بديع الزمان سعيد النورسي، يؤكّد المؤلّف أنّه ''واحد من هؤلاء العظماء، ألقى الله تعالى على كاهله مسؤولية النُّهوض بتجديد الحياة في الإيمان الرّاكد في القلوب، وبعبء التّصدّي لهذا التيار الجارف المكتسح الذي كاد يسلخ الشّعب التركي المسلم عن تاريخه ودينه وإسلامه''. ويكشف الدكتور الصّالحي، في هذا الكتاب، الصادر عن دار سوزلر للنشر بالقاهرة، عن مسألتين: الأولى، عن فترة تاريخية من حياة تركيا الحديثة، وما تركته شخصية الأستاذ النورسي من آثار عميقة واضحة المعالم في الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية في الشعب التركي، هذا التأثير الذي ما زال ساريًا يفعل فعله ويؤدّي دوره حتّى بعد وفاته رضي الله عنه. والثانية، يستعرض حياة أحد كبار دعاة الإسلام في العصر الحديث، فمن خلال دراسة حياته، نستطيع أن نؤكّد حقيقة من أعظم حقائق التاريخ، وهي أنّ الإسلام دين حيوي خالد قادر على العطاء في كلّ زمان ومكان، وأن هذه الحيوية قادرة على أن تنهض بالشعوب والأمم وتلقي بين أيديها بزمام العالم، إذا توافرت لها القلوب الواعية السّليمة والعقول الذكية والأذهان والإخلاص الكامل والعمل الجاد. وقسَّم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أقسام، حيث يتناول في القسم الأوّل سيرة حياة العلاّمة بديع الزّمان النورسي بشيء من التّفصيل. بينما يتطرّق في الفصل الثاني، دراسة تحليلية، لرسائل النّور التي ألّفها طيلة 23 سنة من حياته قضاها بين السجن والنّفي والتّشريد، في حين استعرض في الفصل الثالث نماذج مستلّة مترجمة من كليات رسائل النّور.