جددت جبهة القوى الاشتراكية عزمها على مواصلة نضالها من أجل مشروعها المتمثل في الإجماع الوطني الذي "من شأنه الحفاظ على الوحدة و السلامة الوطنية للبلاد". وفي تدخله أول أمس خلال تجمع بقاعة الأطلس (العاصمة) أكد الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية محمد نبو أن حزبه "دون أن يكون دوغماتيا يواصل النضال في سبيل مسار تأسيس محوره الأساسي الذي يهدف إلى إعادة بناء إجماع وطني". ويتعلق الأمر بإجماع يرمي إلى "الحفاظ على الوحدة الوطنية و السلامة الإقليمية و يكرس دولة الحق و القانون و الطابع الجمهوري للدولة و الفصل بين السلطات". ولتحقيق هذا الهدف أكدت جبهة القوى الاشتراكية على "ضرورة" بعث "مسار تأسيسي حقيقي". وبخصوص دور الجيش في هذا المسار اعتبرت جبهة القوى الاشتراكية أنه "لا ينبغي أن يكون فاعلا خارجيا للمصير السياسي للبلاد و لا حكما للنزاعات السياسية بل ضامن لاستمرارية الدولة في إطار احترام إجماع سياسي أوسع". وقال نبو أن الحزب "بدأ في إعداد حصيلة مرحلية" حول مشروعه المتعلق بالإجماع الوطني و التي سيتم "نشر نتائجها بعد نهاية النقاش الداخلي على مستوى كافة هياكل الحزب". كما سيتم "نشر نتائج ورقة الطريق المستقبلية لعمل جبهة القوى الاشتراكية حول هذا المشروع" حسبه. وأمام جمع من مناضلي و إطارات الحزب أكد السيد نبو أنه تم تنظيم هذا التجمع لإحياء الذكرى المزدوجة ليوم المناضل و الاحتفال ب 20 أبريل "رمز النضالات للاعتراف بالأمازيغية لغة وطنية و رسمية"، مشيرا إلى أن جبهة القوى الاشتراكية تجعل من هذا الاعتراف مسألة "محورية". وفي تطرقه إلى الوضع الدولي و الإقليمي قال الأمين الأول للحزب أن "ما يجري في العالم و في بعض الأحيان على حدودنا يهمنا إلى حد كبير كما يجب أن يحثنا على تجند أكبر و يقظة متزايدة و ذكاء أحدق لتحليل هذه الأوضاع". وأضاف "في العالم الذي يحيط بنا شعوب تغرق في الهمجية و مجتمعات تنهار و دول تسلم للعنف و الإرهاب في حروب كولونيالية أو في حروب بالوكالة". وبعد أن أشار الحزب إلى "الاعتداء المباشر على دول عبر تدخلات أجنبية" ذكر ب"تكوين جيوش من الإرهابيين و إرسالهم عبر أنحاء العالم لإسقاط أنظمة بصورة وحشية ولإغراق الشعوب في الآلام و الخراب". وأوضح أن غالبا ما تكون التدخلات السياسية و العسكرية "مرفوقة بسياسات اقتصادية و ثقافية وخيمة".