أعلن السكرتير الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية محمد نبو أن مبادرة الإجماع الوطني حددها مؤتمر الحزب ولا تراجع عنها، وقال أنه سيتم نشر الحصيلة المرحلية لهذا المشروع بعد مناقشتها على جميع مستويات الحزب، و كذا نشر ورقة الطريق المستقبلية، واستهجن المتحدث موقف الكثير من الأحزاب منها خاصة تلك التي تضع الخطوط الحمراء، ورد بأن الخط السياسي للأففاس معروف وهو من أجل تغيير النظام وليس استبدال رئيس بآخر، كما عاود التذكير بالمبادئ التقليدية للحزب خاصة منها المجلس التأسيسي وأولوية السياسي على العسكري. عاد خطاب الأففاس في التجمع الشعبي الوطني الذي أقامه أمس بقاعة الأطلس بالعاصمة بمناسبة إحياء الذكرى الخامسة والثلاثين للربيع الأمازيغي و ذكرى يوم المناضل إلى خطابه التقليدي المعروف، ورفع مناضلو الحزب الذين غصت بهم القاعة شعارات من قبيل « الإجماع الوطني هو الحل» وجزائر سيدة ديمقراطية هي خطنا الأحمر» كما رددوا هتافات «سي الحسين مازلنا معارضين .. مازلنا وطنيين» و «إجماع وطني» وغيرها، أما السكرتير الوطني الأول محمد نبو فقد أكد في خطاب مطول له أنه لا تراجع عن مبادرة الإجماع الوطني وقال» لقد بدأنا في تنظيم حصيلة مرحلية حول مشروعنا المتعلق بإعادة بناء إجماع وطني ، سنقوم بهذه الحصيلة المرحلية على جميع مستويات وهياكل الحزب.. ويجب أن ننتظر نهاية النقاش الداخلي قبل نشر نتائجنا وورقة الطريق المستقبلية». ودافع نبو بقوة عن مبادرة الحزب هذه وعن المبادئ التي يتبناها، وقال أنه بحضور جمهور من المناضلين الذين يعرفونها ويناضلون يوميا للتعريف بها ويناقشونها ويتقاسمونها من المواطنين، لكن عندما يباشر الأففاس مسار نقاش خاص مع أحزاب النظام فهو ليس دائما أمام هذا النوع من المناضلين بل يجد نفسه في اغلب الأحيان أمام موظفين سياسيين. ثم راح ينتقد بشدة مواقف بعض هؤلاء الموظفين السياسيين من الورقة التي طرحها الأففاس « كنا ننتظر الضوء الأخضر من أجل تغيير متفق عليه تدريجي و منظم لكن وضعوا لنا خطا أحمر، و أي خط احمر ..ليس قدسية الوحدة الوطنية وليس عدم قابلية البلاد للتجزئة وليس بيان أول نوفمبر أو الطابع الجمهوري للدولة .. لا.. خطهم الأحمر هو شرعية الرئيس.. نحن في جبهة القوى الاشتراكية خطنا السياسي معروف.. نحن نناضل من أجل تغيير النظام وليس من أجل استبدال رئيس بآخر». متسائلا في ذات السياق «إذا كان الرئيس خطا احمر فما هي الحال بالنسبة لباقي المؤسسات» مثل المخابرات و رئيس هيئة الأركان وغيرها؟، معلنا بصفة ضمنية رفضه سياسة الخطوط الحمراء على حد تعبيره، لكنه شدد على الدور الأساسي للجيش في بناء الإجماع الوطني وقال أن دور الجيش أساسي في بناء وانهيار الأمم، وان الأحداث الدولية توضح أنه من الخطورة بمكان أن نجعل من الجيش مسألة ممنوع الحديث عنها» الحديث عن دور الجيش في تقوية أو إضعاف الدول والأمم هو واجب وطني لكل مناضل غيور على سلامة بلاده»، مجددا مرة أخرى أن الأففاس مع مبدأ أولوية السياسي على العسكري، و مثمنا في ذات الوقت التزام الجيش بالدستور فيما يتعلق بعدم التدخل العسكري في بلد آخر. ودعا المتحدث بعد أن استعرض الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة و مدة خطورتها على وحدة واستقلال الدول إلى مضاعفة الجهود اتجاه الإجماع الوطني الذي من خلال المكاسب التاريخية للدولة والشعب والأمة الجزائرية وعبقرية أبنائه يعطي الوطن أخيرا وسائل تحقيق إرادة وطنية قوية سيدة وشرعية من أجل جزائر موحدة قوية وديمقراطية ومتضامنة. كما كانت الفرصة أيضا لمسؤول الأففاس للتذكير ببعض المبادئ التقليدية التي يتبناها الحزب منذ عقود مثل ضرورة المرور عبر مجلس تأسيسي وطني، وقال أن حزبه ودون أن يكون دوغماتيا يواصل النضال في سبيل مسار تأسيسي محوره الأساسي إعادة بناء إجماع وطني. كما رافع محمد نبو أيضا وبقوة فيما يتصل بمسألة الهوية، واعتبر أن هذه الأخيرة مسألة وطنية وديمقراطية، ودعا إلى جعل الأمازيغية لغة وطنية ورسمية ورفضه جعلها فلكلورا أو حصرها جغرافيا، ورافع أيضا من اجل الحريات والديمقراطية. و نشير فقط أن التجمع الشعبي الوطني للحزب الذي شاركت فيه كل الفدراليات على المستوى الوطني أعطيت فيه الكلمة لممثلي الشباب والمرأة والنقابات والحركة الجمعوية، وممثلي الجنوب وهذا بحضور قيادة أركان الحزب وإطاراته.