فرضت شرطة الاحتلال الإسرائيلي وقتاً محدداً لدخول المصلين المسلمين وخروجهم من المسجد الأقصى، وأغلقت عدداً من بوابات المسجد للسماح لليهود المتطرفين باقتحام المسجد بأريحية، كما هددت شرطة الاحتلال بسحب هويات المصلين وإرسالها إلى أحد مراكز التحقيق والتوقيف في المدينة المقدسة ما لم يلتزموا بهذا الوقت، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى وتسبب في ازدياد حدة التوتر في الأقصى. وهدمت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس منزلين قيد الإنشاء في حي المروج داخل بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بحجة البناء دون ترخيص، يعودان للشقيقين محمد وخالد سعيد علي العباسي. وتمت عملية الهدم دون إنذار مسبق وبشكل مفاجىء. ورافقت جرافات الاحتلال قوة كبيرة من جنود وشرطة الاحتلال التي أغلقت المنطقة ونفذت عملية الهدم على الفور. إلى ذلك يسعى وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان إلى استصدار قرار يقضي بإخراج تنظيمي «المرابطين» و»المرابطات» الإسلاميين عن القانون بحجة أنهم ينشطان ضد الفئات اليمينية التي تعمل على فتح الحرم القدسي أمام المصلين اليهود. وتأتي خطوة أردان هذه تجاوبا مع طلب الحركات اليمينية التي تشجع دخول اليهود إلى الحرم القدسي والصلاة فيه. وأعرب جهاز المخابرات الداخلية «الشاباك» والنيابة العامة عن دعمهما لخطوة أردان. وعُلم أن الوزير المتطرف طلب من وزير الجيش إصدار أمر بإخراج هذين التنظيمين عن القانون. وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مطلب أردان العنصري. وأكدت الوزارة أن هذه التصريحات ما هي إلا دليل جديد على مضي الحكومة الإسرائيلية في استهدافها للمسجد الأقصى المبارك من أجل السيطرة عليه وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وهي تمثل قلبا وتشويها للحقائق وتضليلا للرأي العام العالمي، خاصة وأن الحرم القدسي الشريف يواجه يوميا هجمات تدنيس واقتحام من قبل مجموعات وجمعيات يهودية متطرفة تدعو وبشكل علني إلى هدم الأقصى وإقامة «الهيكل» المزعوم وهو ما لا يعتبره الوزير الليكودي أردان تحريضا ودعوة للعنف والتطرف. وعلى الأرض رد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس على أردان لكن بطريقته الخاصة حين قام على رأس وفد من رجال الدين المسيحي في القدس بزيارة تضامنية إلى المسجد الأقصى المبارك في المدينة المقدسة، وذلك تضامنا مع المرابطين والمرابطات وتنديدا بالإجراءات التعسفية بحق هذا المكان المقدس. وأستقبل المطران والوفد المرافق من قبل المتواجدين في باحات الأقصى وألقى المطران حنا كلمة مؤثرة تحدث خلالها عن رفض كنائس القدس ومسيحييها لأي تطاول على المقدسات الإسلامية خاصة المسجد الأقصى المبارك. وقال: «يجب أن نحافظ على النموذج الفلسطيني المتميز بالوحدة الوطنية وأن نرفض دعاة الفتن والتشرذم والتفكك بكافة مسمياتهم وألقابهم». وأضاف «علينا أن نُفشل مشاريع الفتنة بتآخينا ووحدتنا وتعاضدنا ووقوفنا مع بعضنا البعض في السراء والضراء. فالمسيحيون والمسلمون ينتمون لشعب واحد ويدافعون عن قضية واحدة ومن يعتدي على المقدسات الإسلامية أو على المقدسات المسيحية إنما يعتدي علينا جميعا فنحن أسرة واحدة وإذا ما تألم أحد الأعضاء تألم الجسد كله». واختتم بالقول: إن مدينة القدس هي مدينة السلام والتلاقي والتعايش والأخوة الوطنية والإنسانية ووجودنا اليوم في الأقصى هو تجسيد لهذه اللُحمة ولهذه العلاقة ولهذا التاريخ المشترك الذي يجمعنا جميعا مسيحيين ومسلمين». أما المرابطون والمرابطات وعدد من رجال الدين الإسلامي الذين تواجدوا في المكان فقد شكروا المطران والوفد المرافق على هذه الزيارة، مؤكدين على «لحمة الشعب الفلسطيني.. وستبقى أجراس القدس وأصوات مآذنها تتعانق يوما بعد يوم وستبقى مساجد القدس وكنائسها شاهدة على تاريخنا المشترك وعلاقاتنا التي يجب أن نحافظ عليها وهي أمانة في أعناقنا». وحذر حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من قانون يعتبر المرابطات والمرابطين تنظيما خارجا عن القانون، معتبرا ذلك ضمن سياسة حكومة الاحتلال اليمينية بتفريغ المسجد الأقصى من المدافعين عنه ضد اقتحامات الجماعات الاستيطانية. واستهجن استعداد شركات إسرائيلية تبيع الخمور والمشروبات الروحية لإطلاق فعاليات مهرجان الخمور الحادي عشر على أرض مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدسالمحتلة، وذلك بالتعاون مع بلدية الاحتلال في القدس، واعتبر ذلك انتهاكا صارخا لكافة القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على حماية دور العبادة والأماكن الدينية والأثرية. وأكد أن حكومة الاحتلال وأذرعها التنفيذية مستمرة في تصعيد انتهاكاتها ضد مدينة القدس، هادفة بذلك إلى تهويد كل ما هو فلسطيني وطمس المقدسات الإسلامية والمسيحية من جهة، وإثبات الرواية اليهودية بإقامة القدس الكبرى من جهة أخرى. واختتم بالقول «لقد حذرنا مرارا وتكرارا من التداعيات الخطيرة التي تنطوي على التحريض الإسرائيلي الممنهج والاعتداءات المتكررة ضد المقدسيين التي بلغت حد الجسامة في المدينة، والتي شأنها جر المنطقة إلى دائرة العنف والمواجهة المباشرة» Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0