مكونات الكفاءة يرى «جيل بوترف» Guyle boterf أن الكفاءة مفهوم دينامي مرن، يتجدد ضمن عملية البناء الناتجة عن توليفة ملائمة لمجموعة من المصادر، وفي هذا الإطار يضع 4 مكونات، يمكن التمييز بينها: - الكفاءة كبناء نتيجة لتوليفة ملائمة لعدد من المصادر، يمكن التمييز فيما بينها: * المصادر الضرورية للاشتغال بالكفاءة المطلوبة. * الأنشطة والممارسات المهنية المساعدة في تكوين خطاطات إجرائية، أي أساليب العمل الضرورية لمهنة ما. * الكفاءات التي تكون نتائج قابلة للتقييم والتي تصدر عن أفعال معينة كما هو الأمر بالنسبة لمؤشرات الجودة أو كمية الإنتاج أو أرقام المعاملات. * المصادر، وهي التي تكون مرتبطة بتجهيز مزدوج، والتي تسمح باستغلالها من أجل العمل بكفاءة وجدارة كالتجهيزات أو الإمكانات الخاصة بالفرد -المعارف connaissance والإتقان savoir faire والاستعدادات والخبرات و تجهيزات أو معطيات المحيط "الشبكة العلائقية"، بنك المعلومات- - انعدام العلاقة الأحادية: لا توجد علاقة أحادية بين كل عنصر من عناصر المصادر والنشاط المطلوب إنجازه بكفاءة، حيث إن المصدر نفسه يمكن أن يصلح لمجموعة من الكفاءات، وذلك أنه يوجد احتمال لعدة محاور توليفية تتكون حولها العديد من الكفاءات. - المعرفة التوليفية savoir combinatoire وهي كفاءة الشخص الذي ينبغي أن يكون بواسطتها الكفاءات الملائمة، ذلك أن هذه المعرفة التوليفية تعد من تعقيد كبير وتشكل العلبة السوداء التي يصعب التعرف عليها لأنها توجد داخل محور استقلالية الفرد. أما الدكتور «عبد الكريم غريب» فيرى بأنه إذا كان تكيف الفرد مع محيطه -المحلي والعالمي- يتم من خلال المكونات الأساسية لشخصيته، فإن هذا يستدعي تحديد أهم تلك المكونات وفق المرجعية السيكولوجية لتكوين الكفاءات المنشودة، وقد انطلق هذا الباحث في تعريفه الإجرائي للكفاءة من تصورين اثنين: * تصور «جانييه» gagné الذي حدد القدرات كأهم مكونات الشخصية والتي يمكن اعتبارها مؤشرات إجرائية للكفاءات. * تصور «Howard Gardner» الذكاءات المتعددة التي تقدم مجموعة من الكفاءات القصوى، حيث يمكن للمدرسة أن تتخذها كنماذج في توجيه تعليمها، وكلا التصورين غايتهما هي مساعدة الفرد على تحقيق التكيف المحلي والعالمي. وسعيا من الدكتور «غريب» لتبسيط الممارسات البيداغوجية والديداكتيكية في تكوين الكفاءة يقترح الصياغة التالية: 1- تكوين المهارة habilité: تعد المهارة أحد المكونات الرئيسية للقدرة، ولتكوين مهارة ما يمكن تقسيمها إلى مجموعة من الإنجازات الذرية باعتماد عملية التخصيص في هيئة إجراءات محددة تقترب في صياغتها من أساليب الأهداف الخاصة أو الإجرائية. 2- تكوين القدرة capacité: القدرة وفق هذا المفهوم تفيد عملية الدمج بين مجموعة من المهارات التي تم تكوينها عند المتعلم. 3- تكوين الكفاءة: سواء كانت قصوى أو دنيا، فإنه يجب تفتيت هذه الكفاءة إلى أهم القدرات المكونة لها، على أن يتم ذلك وفق مقتضيات التخصص بهدف التوصل إلى تحديد سليم ودقيق لهذه القدرات، حيث عند إدماجها نحصل على الكفاءة المنشودة. ويقدم الدكتور «عبد الكريم غريب» هذه الترسيمة لتلخيص هذه الصياغة: مجموعة الإجراءات الخاصة المهارة مجموع المهارات المدمجة القدرة مجموع القدرات المدمجة الكفاءة مجموع الكفاءات المدمجة التكيف مع الحياة