قال «صالح بن فوزان الفوزان»، عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية إن من يدعون الجهاد في سبيل الله بالانتحار، إنما هم مجاهدون في سبيل الشيطان، مضيفا إن الذين وقعوا في هذه الفتنة لم يسألوا العلماء ولم يتعلموا منهم وإنما انعزلوا عن المسلمين وخلوا إلى أناس من طواغيت البشر، فعمدوا إلى غسل أدمغتهم فخرجوا على الناس في هذه الظاهرة؛ يكفرون المسلمين ويقتلونهم وينسفون المباني ويفجرون ويقتلون الصغير والكبير والذكر والأنثى والمسلم والمعاهد والذمي والمستأمن بسبب هذا الفكر المنحرف، وهذه عاقبة من مال إلى أهل الشر والدعاة الذين أخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن فتن آخر الزمان التي أخبر عنها فقال "دعاة على أبواب جهنم، من أطاعهم قذفوه فيها"، وهذا هو الواقع الآن ويصدق قول الرسول صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء حينما انحازوا إلى دعاة الضلال قذفوهم فيها والكل يشمت فيهم ويبغض فعلهم، حتى الكفار، فضلا عن المسلمين، ولا أحد يرضى فعلهم إلا من هو مثلهم وعلى شاكلتهم، وبيّن «الفوزان» أن هذه فتنة عظيمة يجب على المسلم أن يتبصر فيها وألا يستعجل ويسأل أهل العلم ويسأل الله العافية ولا يثق في الناس دون معرفة حقيقتهم واستقامتهم على الحق، حتى ولو تظاهروا بالخير أو بالعبادة والغيرة على الإسلام، أما من تظاهر بالحق والخير وهو مجهول، يقول فنحن لا نستعجل في أمره ولا نمنحه الثقة حتى نعرف حقيقته وسلوكه وسيرته، فما حصل ذلك إلا بسبب إحسان الظن من غير بصيرة وسؤال لأهل العلم والعقل والمشورة، لذلك وقعت هذه الشرذمة فيما وقعت فيه نتيجة لهذا التسرع والجهل ومخالطة الأشرار والثقة بهم والركون إليهم والبعد عن المسلمين وعلمائهم. لقد ابتعدوا عن الدراسة في المدارس وعند العلماء فوقعوا فيما وقعوا فيه، كما ابتعدوا عن أهاليهم وبيوتهم، فالواجب على شباب المسلمين الاتعاظ بهم، فالسعيد من اتعظ بغيره، ويجب علينا أن نجعل من هذه الأحداث عبرة لنا وأن نلزم حدنا ونلزم جماعة المسلمين وإمامهم ولا نشذ عنه إلى غيرهم.