أطلق الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية، وصف ''منتحرين ومجاهدين في سبيل الشيطان'' في حق العناصر الإرهابية المدعية للجهاد في سبيل الله سواء في الجزائر أو غيرها من الأقطار الإسلامية الأخرى، خصوصا من تسول له نفسه قتل النفس عن طريق العمليات الانتحارية، ظانين أنها أقصر الطرق إلى الجنة. ورفض الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ''المسوغ'' الذي تستند إليه العناصر الإرهابية في عملياتها التقتيلية وذلك عن جهل بالأحكام الشرعية ومن دون علمهم بفتاوى العلماء التي تحرم كل شكل من أشكال التقتيل والترهيب، وقال الفوزان ''إن هؤلاء الذين وقعوا في هذه الفتنة لم يسألوا العلماء ولم يتعلموا منهم، وإنما انعزلوا عن المسلمين وخلوا إلى أناس من طواغيت البشر، فعمدوا إلى غسل أدمغتهم، فخرجوا على الناس بهذه الظاهرة وقد أدى بهم الجهل من جهة وعدم الرجوع إلى العلماء من جهة ثانية، إلى الوقوع في المحظور، فإذا بهم يكفّرون المسلمين، ويقتلونهم، وينسفون المباني، ويفجّرون، ويقتلون الصغير والكبير والذكر والأنثى، والمسلم والمعاهد والذمي والمستأمن، بسبب هذا الفكر المنحرف وعلى هذا الأساس، كانت هذه هي عاقبة من اتبع دعاة النار''. وبمقابل فضحه وتعريته للحجج التي تستند إليها العناصر الإرهابية، فقد فضح من يدعون أنهم دعاة الجهاد وعلمائه، حيث ذكر الفوزان بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن فتن آخر الزمان التي أخبر عنها فقال: ''دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها''، ليؤكد أن هذا الحال هو الواقع، مشيرا إلى أن الإرهابيين لما انحازوا إلى دعاة الضلال، قذفوهم إلى جهنم. ووجّه الشيخ الفوزان رسالة تنبيه إلى المسلمين والشباب بالمقام الأول، بيَّن فيها عظمة الفتنة التي نعيشها، والتي يجب على المسلم فيها أن يتبصر وأن لا يستعجل، ويسأل أهل العلم، ولا يثق في الناس دون معرفة حقيقتهم واستقامتهم على الحق حتى ولو تظاهروا بالخير أو بالعبادة والغيرة على الإسلام، بالإضافة إلى اجتناب حسن الظن المفرط من غير بصيرة وسؤال أهل العلم والعقل والمشورة. حيث قال '' لقد وقعت هذه الفتنة نتيجة لهذا التسرع والجهل ومخالطة الأشرار والثقة فيهم والركون إليهم والبعد عن المسلمين وعلمائهم'' ويأتي كلام الشيخ الفوزان في سياق سقوط ''ورقة التوت'' التي كانت تلبسها الجماعات الإرهابية بعدما فضح علماء الأمة من شرقها إلى غربها ممارسات الجماعات الإرهابية، وزاد من انفضاح الجماعات الإرهابية ما صرح حسان حطاب وهو ''شاهد من أهلها'' على ما تفعله تلك الجماعات.