التوسل عند الدعاء بالأموات من أنواع التوسل البدعي طلب الدعاء من الميت، كمن يأتي إلى ميت مقبور لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعاً ويطلب منه أن يدعو الله له بأمر كشفاء مريضه أو كشف كربته، والدليل على بدعية هذا التوسل انتفاء الدليل على جوازه، والعبادة إنما تكون بالإتباع لا بالابتداع، ويدل أيضا على بدعية هذا النوع من التوسل أن الصحابة -وهم الأكثر علما والأشد اقتداء بسيد الخلق- لم يفعلوا ذلك ولو كان خيراً لسبقونا إليه، حتى إن «عمر» رضي الله عنه عندما حصل قحط بالمدينة قدَّم «العباس»، عمّ النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو الله بالسقيا ولم يطلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم في قبره، لِمَا يعلم من عدم جواز ذلك. شِرْك سُؤال الأموات من أنواع التوسل التي ابتدعها الناس وهي شرك بالله عز وجل، طلب كشف الكربات وقضاء الحاجات من الأموات، أياً كان ذلك الميت رجلاً صالحاً أو نبياً مرسلا، ذلك أن الدعاء هو العبادة، والعبادة لا تصرف إلا للخالق الرازق سبحانه، فدعاء غير الله شرك ومذلة، قال تعالى "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين"، فطلب سبحانه أن يكون الدعاء له، ورتب الإجابة على ذلك، وقال أيضاً "له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال". ينبغي للمسلم أن يحرص على المشروع من الدعاء عند رجاء ربه وأن يجتهد في دعاء الله في أحواله كافة، حتى يعلم الله منه صدق افتقاره إليه، فيجيبه، وعلى المسلم أيضاً أن يجتنب التوسل غير المشروع والشركي.