السؤال الأول: ما حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور؟الجواب: إذا كانت الزيارة لسؤال الموتى والتقرب إليهم بالذبائح والنذر لهم والاستغاثة بهم ودعوتهم من دون الله فهذا شرك أكبر. وهكذا ما يفعلونه مع من يسمونهم بالأولياء، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، حيث يعتقدون فيهم أنهم ينفعونهم أو يضرونهم أو يجيبون دعوتهم أو يشفون مرضاهم، كل هذا شرك أكبر والعياذ بالله. وهذا كعمل المشركين مع اللات والعزى ومناة ومع أصنامهم وآلهتهم الأخرى. والواجب على ولاة الأمر والعلماء في بلاد المسلمين أن ينكروا هذا العمل، وأن يعلموا الناس ما يجب عليهم من شرع الله، وأن يمنعوا هذا الشرك، وأن يحولوا بين العامة وبينه، وأن يهدموا القباب التي على القبور ويزيلوها ؛ لأنها فتنة، ولأنها من أسباب الشرك، ولأنها محرمة. فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبور وأن تجصص، وأن يقعد عليها وأن يصلى إليها، ولعن من اتخذ عليها المساجد، فلا يجوز البناء عليها لا مساجد ولا غيرها، بل يجب أن تكون بارزة ليس عليها بناء.السؤال الثاني: هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في في ليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة بدون أن يعطلوا نهاره كالعيد؟الجواب: ليس للمسلمين أن يقيموا احتفالا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة 12 من ربيع الأول ولا في غيرها، كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي احتفال بمولد غيره عليه الصلاة والسلام ؛ لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته صلى الله عليه وسلم، وهو المبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه سبحانه وتعالى، ولا أمر بذلك، ولم يفعله خلفاؤه الراشدون ولا أصحابه جميعا، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، فعلم أنه بدعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: /من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد/ متفق على صحته، والاحتفال بالموالد ليس عليه أمره صلى الله عليه وسلم بل هو مما أحدثه الناس في دينه في القرون المتأخرة فيكون مردودا، وكان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبته يوم الجمعة: /أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة/ رواه مسلم في صحيحه، وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد: /وكل ضلالة في النار/. ويغني عن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم تدريس سيرته عليه الصلاة والسلام وتاريخ حياته في الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك، ويدخل في ذلك بيان ما يتعلق بمولده صلى الله عليه وسلم وتاريخ وفاته من غير حاجة إلى إحداث احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يقم عليه دليل شرعي. والله المستعان، ونسأل الله تعالى لجميع المسلمين الهداية والتوفيق للاكتفاء بالسنة والحذر من البدعة.