الصوم من أفضل العبادات عند الله تعالى، وهو خير كله، سواء أكان فرضا أم نفلا، فمن صام لله يوما واحدا إيمانا واحتسابا باعده الله عن النار سبعين سنة، وفي الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا"، وفي رواية "ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا"، وظاهر الحديث أن أي يوم صامه العبد إيمانا واحتسابا ينال به الثواب المذكور، فإذا كان في الصيام مشقة ونصب لطول اليوم وشدة حرّ فإن ثوابه أعظم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ل«عائشة» رضي الله عنها "إن لك من الأجر قدر نصبك ونفقتك"، رواه «البيهقي»، وروى «عبد الرزاق» و«ابن أبي شيبة» و«البيهقي» و«أبو نعيم» عن «أبي بردة» عن «أبي موسى» رضي الله عنه قال "خرجنا غازين في البحر فبينما نحن والريح لنا طيبة والشراع لنا مرفوع فسمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة قفوا أخبركم حتى والى بين سبعة أصوات"، قال «أبو موسى» "فقمت على صدر السفينة فقلت: من أنت؟ ومن أين أنت؟ أو ما ترى أين نحن؟ وهل أستطيع وقوفا؟ قال: فأجابني الصوت: ألا أخبركم بقضاء قضاه الله عز وجل على نفسه؟ قال: قلت: بلى أخبرنا، قال: فإن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله عز وجل في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة"، قال "فكان «أبو موسى» يتوخى ذلك اليوم الحار الشديد الحر الذي يكاد ينسلخ فيه الإنسان فيصومه".