نظّم خلال الفترة الأخيرة ب«الناصرة» يوم دراسي تحت عنوان "تعلّموا العربيّة وعلّموها الناس"، حيث جرى الإعداد له على خلفية تأكيد مجموعة من الباحثين الفلسطينيين أن السلطات الإسرائيلية تتعمد المساس باللغة العربية في مناهج التعليم لتشويه هوية الناشئة، وهو ما صحب دعوة صريحة للعناية بلغة الضاد من كيد المتربصين بها. عرضت جمعية الثقافة العربية التي نظمت اليوم الدراسي نتائج بحث تكشف عن وجود نحو 4000 خطأ ضمن 8 كتب تعليمية للصف الأول والثاني، وعرض «إلياس عطا لله» في محاضرته نماذج للأخطاء التي رصدها البحث في مناهج التدريس، منها ما ورد في شرح حول الديانات الموجودة في البلاد "النبي محمد، الديانة مسلمون- المسيح، الديانة مسيحيون"، وأشار «إلياس»، وهو أستاذ للعربية في كلية التربية ب«حيفا» إلى سورة "النور" في القرآن الكريم الواردة في إحدى الكتب، حيث وضعت فوق حرف النون شدة وعليها فتحة، وتابع المتحدث "تدلل مراجعة 8 كتب للصفوف الدنيا على أن هناك مئات الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية والصوتية واللغوية والمعجمية أو التقعيدية، تضاف لها أخطاء في مواضع همزة الوصل وتنوين الفتح، ليبلغ مجمل الأخطاء نحو 4000 خطأ"، واتهم «إلياس» وزارة التعليم الإسرائيلية بتعمد المساس باللغة العربية وسلامتها، ليس من خلال الأخطاء اللغوية فحسب، بل بتضمين الكتب التعليمية اللهجة العامية، وهنا شدّد على أن ذلك يمس بالهوية الوطنية للتلاميذ، قائلا "أوصي الأهالي بحفظ هذه الكتب في مكان مغلق بعيدا عن متناول أيدي الأطفال"، وأوضحت مديرة جمعية الثقافة العربية «روضة بشارة عطا الله» أن المسح العام الذي نفذته الجمعية يظهر أنه من بين 400 قصة للأطفال هناك 80 كتابا فقط تناسب الطفولة وتستجيب لمعايير اللغة والمضامين واللمسات التربوية، ونوّهت لدور أولياء الأمور ولضرورة اطلاعهم على ما يتعلمه أبناؤهم في المدارس، مؤكّدة أن اللغة هي أهم مركبات الهوية وأن تشويه الأولى نتيجته تشويه الثانية، ودعت للحفاظ على اللغة العربية وتمكين الأطفال منها وتقديم كل الدعم لهم ليجمعوا بين لغة الأم المحكية ولغة الأمة الفصحى؛ وتابعت "هذا ما يدفعنا لفعاليات من هذا القبيل كمشروع تعلموا العربية وعلموها الناس"، ونبهت إلى أن الجامعات الإسرائيلية التي يدرس فيها الطلاب العرب أيضا تعلم عن اللغة العربية ولا تعلمها، فالتدريس يتم بالعبرية وموضوعات النحو والصرف مهمشة في المناهج، ولفتت إلى تغييب كل ما يتعلق بجماليات العربية التي تحبب اللغة إلى المتلقين وخاصة الأطفال منهم، داعية لتوظيف أدب الأطفال لحماية هويتهم العربية والفلسطينية.