الأيام الجزائرية هاليفاكس ( وكالات): أمام تنامي ضغط الرأي العام الشعبي الذي يطالب بالانسحاب من أفغانستان، ارتفعت أصوات عدة في الدول الغربية تطالب بوضع روزنامة للانسحاب من هذا البلد، في حين يؤكد العديد من السياسيين والخبراء أن المتمردين من طالبان هم وحدهم من سيستفيد من هذه الخطوة. وقال السناتور الأمريكي "جون ماكين" في كلمة ألقاها أمام منتدى حول الأمن في "هاليفاكس" في كندا أن "استراتيجية الخروج هي الانتصار، وليست في تحديد موعد محدد" للانسحاب. وأضاف "ماكين" العضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "اعتقد انه من المهم أن تكون هناك معايير للتقييم. وفي حال حددنا موعدا للانسحاب فأنا لن أوافق". وتقاسم هذا الرأي مع "ماكين" عدد من الخبراء الكبار في ملف أفغانستان شاركوا في هذا المنتدى، وشددوا على أن مفتاح النجاح يكمن في وجود التزام طويل الأمد للمجتمع الدولي بشأن أفغانستان. وحيال تزايد مطالبة البريطانيين بسحب قواتهم من أفغانستان، دعا رئيس الحكومة البريطانية "غوردن براون" قبل أيام إلى وضع روزنامة لنقل السلطات الأمنية في البلاد إلى القوات المسلحة الأفغانية اعتبارا من العام 2010. وأيد الأمين العام للحلف الأطلسي "اندرس فوغ راسموسن" هذا الاقتراح وأعرب عن "الاقتناع بأننا قادرون ويجب أن نكون قادرين على البدء العام المقبل بنقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية". وبريطانيا ليست وحدها التي تواجه رأيا عاما مناهضا للبقاء في أفغانستان. فهناك دول أخرى من الحلف الأطلسي بدأت تحديد موعد لسحب قواتها مثل هولندا للعام 2010 وكندا للعام 2011. وفي الدنمارك، كشف استطلاع للرأي العام أن نصف السكان يريدون من حكومتهم تحديد موعد لسحب القوات الدنماركية من أفغانستان. وقال نجم سيتي رئيس تحرير صحيفة "دايلي تايمز" الباكستانية المشاركة في المنتدى في هاليفاكس ان "كل هذه المحادثات حول استراتيجية للخروج إنما تغذي المفهوم الذي يعتبر أن الأمريكيين لن يكونوا قادرين على ربح هذه الحرب". ورأى "مايكل سمبل" الباحث في جامعة "هارفرد" أن "نهاية هذه الحرب تبقى مرتبطة بآباء الشبان الباشتون الذين تطالبهم حركة طالبان بتقديم أبنائهم للمشاركة في القتال ضد الحكومة الأفغانية. وكل ما يمكننا القيام به للتأثير في هذا النقاش يساعد". واعتبر أن "إرسال 30 أو 40 أو 50 ألف عنصر هذه السنة" لن يغير المعادلة، مضيفا أن "الانطباع بان هذا الالتزام سيكون طويلا بما فيه الكفاية هو الذي يساعد في ضمان الاستقرار في أفغانستان". من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل أيام انه يبحث عن "طريق للخروج" من النزاع العسكري موضحا انه لا يريد ترك هذه الحرب لخليفته. ويستعد الرئيس الأمريكي لإعلان موقفه من إمكان إرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان. وقال وزير الدفاع الأمريكي "روبرت غيتس" الخميس "اعتقد انه لا يزال من المبكر جدا تحديد موعد" لنقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية. واقر بان بلاده وحلفاءها ترغب في أن تتسلم كابول السلطات الأمنية في البلاد "في أسرع وقت"، مضيفا "إلا أن نقل هذه المسؤولية قبل أن يكون الأفغان قادرين على تسلم هذه المسؤوليات ستكون له نتائج سلبية".