أضحى المواطنون بولاية بومرداس يعيشون تحت تهديد حقيقي في ثوب جديد للإرهاب الذي رابط على قلوبهم طيلة السنوات الماضية، إذ باتت عمليات السرقة المتكررة والاعتداءات بالأسلحة البيضاء تعرف تناميا فظيعا في الولاية ما يجعل منها منطقة خطيرة ومناخا خصبا لتتكاثر العصابات اللصوصية، مع العلم أن أغلبية القائمين عليها هم شباب وقصر في كثير من الحالات. إذ أشارت مصادر مطلعة من مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي لبومرداس أن عدد الاعتداءات بالسلاح الأبيض منذ بداية السنة الجارية فاق 300 حالة فقد بات حمل السلاح الأبيض من خناجر وعبوات الغاز المسيلة للدموع والأعمدة الحديدية أمرا عاديا يصل إلى حد الضرورة لدى البعض بالرغم مما وضعته الجهات المعنية من مخططات أمنية للتصدي لمثل هذه الأعمال، وفي هذا السياق أحصت مصالح الشرطة القضائية ببومرداس خلال شهر أكتوبر الفارط وإلى غاية منتصف الشهر الجاري ما عدده 30 طفلا انغمسوا في عالم الجريمة، المواطنون بدورهم أصبحوا يتخوفون بشدة من الأماكن العامة التي كانت في وقت مضى مكانا أمنا، إذ ما عادت الأطراف المنحرفة تتميز بين الأفراد ما داموا لا يقبلون على التدخل وقت وقوع الاعتداءات، للإشارة فإن مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ببومرداس كانت قد استقبلت خلال ذات الفترة ما حصيلته 42 جثة قتل أصحابها في حوادث اعتداء بالسلاح الأبيض أي بمعدل 4 جرائم في شهر واحد وهو رقم مقلق بالنظر إلى طبيعة المجتمع الجزائري كعائلات محافظة تتقيد بالمبادئ الإسلامية بالدرجة الأولى، والجدير بالذكر أن هذه الممارسات المتمثلة في حمل السلاح الأبيض وكذا إزهاق الأرواح البشرية بطرق هوليودية هي ظواهر شنيعة تبين عجزا بالمقابل فاضحا للمسؤولين وعجزا في مهمة حفظ الأمن مادام معدل الجريمة والاعتداءات في ارتفاع مخيف ليدخل بذلك المجتمع البومرداسي في نوع جديد من الإرهاب يستوجب معالجة مستعجلة ومكثفة وتنسيقا وتكاملا ما بين مؤسسات الدولة وهياكلها لامتصاص الظاهرة واحتواء الجماعات المعنية.