فرض الله تبارك وتعالى الحجاب لحكم وغايات سامية، ولم يكن ديننا الحنيف ليضع هذه السنة ويشدّد عليها لولا مقامها المحمود وأثرها على المجتمع وعلى الفرد، ولا شك أن ظاهر الإنسان في لباسه يدل على سريرته، وهذه إشارات لفضائل وحكم من استنان هذه الفريضة: حفظ العرض، فالحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد. طهارة للقلوب، فالحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات وعمارتها بالتقوى وتعظيم الحرمات، وصدق الله سبحانه وتعالى إذا يقول "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن". من مكارم الأخلاق، إذ الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام والحياء والغيرة، والحجب لمساويها من التلوث بالشائنات كالتبذل والتهتك والسفاله والفساد. علامة على العفة، الحجاب علامة شرعية على الحرائر العفيفات في عفتهن وشرفهن وبعدهن عن دنس الريبة والشك، قال تعالى "ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين"، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج المرأة، وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الهناء. قطع الأطماع والخواطر الشيطانية، فالحجاب وقاية اجتماعية من الأذى وأمراض قلوب الرجال والنساء، فيقطع الأطماع الفاجرة ويكف الأعين الخائنة ويدفع أذى الرجل في عرضه وأذى المرأة في عرضها ومحارمها، وهو وقاية من رمي المحصنات بالفواحش وإدباب قالة السوء ودنس الريبة والشك وغيرها من الخطرات الشيطانية. حفظ الحياء، وهو مأخوذ من الحياة، فلا حياة بدونه، وهو خلق يودعه الله في النفوس التي أراد سبحانه تكريمها، فيبعث على الفضائل ويدفع في وجوه الرذائل، وهو من خصائص الإنسان وخصال الفطرة وخلق الإسلام، والحياء شعبة من شعب الإيمان، وهو من محمود خصال العرب التي أقرها الإٍسلام ودعا إليها، وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء وخلع الحجاب خلع للحياء. يمنع الحجاب نفوذ التبرج والسفور والاختلاط في مجتمعات الإسلام. الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية، فلا تكون المرأة إناء لكل هائم. المرأة دُرّة يسعى وراءها الطامعون والحجاب ساتر لها وهذا من التقوى، قال الله تعالى "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير"، قال «عبد الرحمن بن أسلم» رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية "يتقي الله فيواري عورته، فذاك لباس التقوى"، وفي الدعاء المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي".