افتتح بداية الأسبوع الجاري بالعاصمة الأردنية عمان ملتقى للرواد والمبدعين العرب تم خلاله تكريم عدة مبدعين وشخصيات بينهم وزيرة الثقافة الفلسطينية «سهام البرغوثي»، وقال المسؤول الإعلامي للملتقى «أحمد بديع» إن فكرته تقوم على توحيد الفكر العربي المدفون منذ زمن، مضيفا أن هناك مبدعين لم يكترث بهم أحد، وعرض فنانون أردنيون في حفل الافتتاح مسرحية غنائية تحمل عنوان "هي القدس"، وقال مخرجها «غنام غنام» إن هذا العمل أبسط رسالة يمكن أن يوجهها الفنان العربي للقدس عروس العواصم، وناقشت لجان الملتقى على مدى ثلاثة أيام أبحاثا عن الابتكارات العلمية والمعلوماتية والفن التشكيلي والصحافة والأدب والمسرح والإذاعة والتلفزيون والغناء والموسيقى والطب العربي والدراما، كما أُقيم على هامش الملتقي معرض لروّاد الفن التشكيلي بالأردن، واعتبر رئيس الوزراء الأردني الأسبق «طاهر المصري» -الذي يرأس الملتقى- أن المبدعين العرب يعانون من البيروقراطية والإهمال، وقال إن الإبداع يصنع النظام ويسعى نحو الكمال وما تصبو إليه الإنسانية، وتساءل «المصري» عن دور الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع في مساندة "من وضعوا أمتنا على قائمة الشعوب الحضارية"، ومن جهته أعرب الفنان «محمد صبحي» عن إيمانه "بعروبتنا وقوميتنا وعدالة قضية العرب الأولى"، ووصف الملتقى بأنه "تحد حقيقي وسلام محبط لأعداء أمتنا"، وقال إن "المحرك الحقيقي في وطننا هو المعلم والعالم والفنان"، وألقى «عبد الله أبو رمان» كلمة وقال إن القدس تشهد عدوانا همجيا يستهدف هويتها ورمزيتها، وهو ما يشكل تحديا للمثقفين والمبدعين، واعتبر أن الثقافة خندق متقدم للدفاع عن مصالح الأمة العليا، واصفا الملتقى بأنه تظاهرة عربية وحدوية ثقافية تتيح تبادل الآراء والأفكار، وقال الأمين العام للجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس «عبد الله كنعان» إنه ليس للمثقفين والمبدعين العرب دور يتناسب وقضية القدس، ودعا إلى أن تكون المدينة المقدسة همّ المثقفين الأول وشاغلهم في لقاءاتهم ومؤتمراتهم، مهيبا بالمثقفين والمبدعين تبني إزالة الاحتلال لأنهم الطليعة ويستطيعون تعبئة الجماهير وبإمكانهم التواصل مع نظرائهم في العالم، ومن جهته دعا الأكاديمي الأردني «إبراهيم السعافين» إلى البحث أولا عن المثقف الحقيقي في الوطن العربي، أما «محمد الخميشي»، الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية فقال إن الأمة العربية في موقف دفاع حاسم، ليس عن هويتها الحضارية فحسب، بل عن وجودها الفعلي والنوعي على خارطة العالم، ودعا «الخميشي» إلى مواجهة هذا الواقع الدولي والعربي بالمزيد من الاجتهاد لتحقيق وإثبات الذات عبر ممارسة النقد الذاتي لمنجزنا الإبداعي والعلمي وتجاوز وضعية تهميش المبدع العربي والحضور الفعلي في الساحة الثقافية والإبداعية العالمية.