تستضيف ولاية برج بوعريريج هذا الثلاثاء فعاليات ملتقى عبد الحميد بن هدوقة الدولي للرواية في طبعته الثانية عشر بالمركب الثقافي عائشة حداد تحت شعار ''القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية''.يشارك في الملتقى الذي تنظمه وزارة الثقافة من 08 إلى 10 ديسمبر الجاري، نخبة من الروائيين والكتاب العالميين من عدة دول من بينها سوريا وفلسطين وروسيا والسودان إلى جانب الكتاب والباحثين الجزائريين. وتشكل الرواية الفلسطينية في التظاهرة المحور الأساسي للنقاش والوقوف عند جماليات هذه الرواية التي ارتبطت إلى وقت قريب بمسيرة وكفاح الشعب الفلسطيني في سبيل التحرر من الاحتلال الإسرائيلي. كما تنظم على هامش الملتقى الدولي معارض فنية حول حياة الأديب الراحل عبد الحميد بن هدوقة إضافة إلى تكريم العديد من المبدعين الجزائريين والعرب في مجال الرواية والقصيدة الشعرية والقصة القصيرة. واعتبر رئيس اللجنة العلمية للملتقى الكاتب عبد الحميد بورايو في لقاء مع ''البلاد'' بأن تحضيرات طبعة هذه السنة ''تجري على قدم وساق لاحتضان الملتقى الذي أصبح تظاهرة ثقافية عاصمة البيبان على تنظيمها في كل سنة''. وأكد من هذا الباب بأن اللجنة العلمية تسعى في كل مرة إلى ''تحسين وترقية الملتقى خصوصا أنه اكتسى حلة دولية وعربية من خلال تقديمه إنجازات الروائيين والنقاد''. وأوضح المتحدث بأن الملتقى يعرف هذه الأيام ''تحضيرات مكثفه في شقه العلمي وأن اللجنة العلمية تكفلت بوضع برنامج يحتوي على المحور التقليدي المتعلق بأدب الراحل عبد الحميد بن هدوقة، إضافة إلى تناول الجوانب التي لم تتطرق إليها الملتقيات السابقةئ وخاصة آثار الراحل بن هدوقة في الفن السمعي البصري ثم انتقاله إلى السينما، إلى جانب كل ما يتعلق بكتاباته في المسرح الإذاعي. من جهة أخرى، أكد بورايو بأن اللجنة العلمية حريصة في هذه الطبعة على المساهمة في إبراز الرواية الفلسطينية من خلال اختيار شعار ''القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية'' إضافة إلى دعوة نخبة هامة من الروائيين والنقاد من غزة. وبالنسبة للأسماء الروائية الجزائرية التي سيتم تكريمها على هامش الملتقى، قال بورايو ل''البلاد'' إن الملتقى اختار بعض الروائيين على غرار محمد مفلاح ''الذي اختير من بين العديد من الروائيين الجزائريين، كما أن تجربته في الكتابة امتدت على مدار 25 سنة وله أكثر من 10 روايات'' وبالتالي، يضيف بورايو، سوف يركز الملتقى على تناول رواياته وتقديم تجربته الخاصة والمميزة في هذا المجال. واعتبر بورايو بأن التظاهرة ''تعد أنسب فرصة لاستقطاب المبدعين الشباب ممن خاضوا تجربة الكتابة الأدبية ودفعهم إلى الإبداع أكثر والاحتكاك بباقي الكتاب والروائيين الأجانب من خلال تنظيم مسابقة على هامش الأعمال المتعلقة بالروايات ونقد الرواية العربية، وكشف محدثنا بأنه يتم حاليا فرز هذه الإبداعات لتحديد الفائزين من بين الأعمال المقدمة، وذلك من طرف لجنة تضم كلا من الكتاب جيلالي خلاص والسعيد بوطاجين وشريف ربيعي وقدور رحماني ورشيد بن مالك وعمر عيلان ويوسف الأطرش ومحمد زهار. من جهة أخرى، اعتبر الكاتب والمترجم عبد العزيز بوباكير في حديث ل''البلاد'' بأن أهم ما يميز الملتقى، إلى جانب أعمال بن قدوقة، هو تطرقه للرواية الفلسطينية من خلال التركيز على ''جماليات الرواية الفلسطينية والمقاربة الموضوعاتية فيما يتعلق بنقد هذه الرواية بين الأنا والآخر وحضور شخصية اليهودي في الرواية''، أما مدير الثقافة لبرج بوعريريج فاروق هويبي، فقد راهن في حديثه إلينا، على نجاح الملتقى من خلال الأسماء الكبيرة التي وجهة إليها الدعوة ومن بينهم هيثم سرحان من الأردن وبوشوشة بن جمعة من تونس وأحمد الصادق وأحمد براي من السودان إضافة إلى الكاتب الروسي ''ديمتري ميليليسكي'' وكتاب من غزة على غرار حبيب إسماعيل وإبراهيم هنا ورجب أبو سراية وطلال أبو شويش، وهي الأسماء التي تمنى محدثنا أن تتمكن من حضور الملتقى ''خصوصا أن كثيرا منهم يعاني من صعوبات وعراقيل من طرف السلطات الإسرائيلية وعلى مستوى معبر رفح، فلحد الساعة لم يتلقوا التصريح للعبور إلى مصر ومن ثمة الانتقال إلى الجزائر''.