سيكون موضوع "فلسفة الدعاء وتأثيره في الزوايا" محور فعاليات الطبعة ال4 للمهرجان الوطني للعيساوة الذي ستحتضنه ميلة ابتداء من غد، وأوضح مدير الثقافة ومحافظ المهرجان «علي طيبي» أن 16 فرقة للفن والتراث العيساوي من مختلف مناطق الوطن ستكون حاضرة في هذا اللقاء. أشار محافظ المهرجان «علي طيبي» إلى حضور عدة فرق في فعاليات الطبعة ال4 للمهرجان الوطني للعيساوة، منها "الحضرة العيساوية" لعنابة، الجمعية "الجزولية" لسوق أهراس والفرقة العيساوية "نسيم العلى" لمستغانم، وستكون الطبعة الرابعة لهذا المهرجان مناسبة لتعميق البحث حول أثر الدعاء في الحياة الصوفية الزاهدة للزوايا في مجملها ومن بينها الطريقة العيساوية، وذكر المتحدث أنه زيادة على العروض الفنية التي ستشهدها دار الثقافة لمدينة ميلة حول التراث العيساوي، سيركّز اللقاء على دور الانسجام بين مظاهر الحياة الروحية وطقوس الجانب الفني، كما أن المهرجان سيتميّز هذه المرة كما في المرات السابقة بمعرضه الزاخر الفريد الذي دأب على تصميمه وتحضيره الفنان «محمد وافق»، وحسب «وافق» فإن هذا المعرض يعد أكثر نشاطات المهرجان تجسيدا لموضوع فلسفة الدعاء، ويتم خلاله استعراض طقوس وتعابير الأدعية والأذكار والأوراد المتوارثة في شتى الزوايا التي نشطت بالجزائر والتي تشترك كلها ورغم اختلافاتها الطقسية في توجهها إلى الله بالطلب والدعاء، وسيشهد المهرجان تنظيم 4 محاضرات، ستقوم بالتعمق أكثر في شرح مفهوم وفلسفة الدعاء وأثره لدى الزوايا وتتناول بالأساس مواضيع "دلائل الخيرات ودوره في هيكلة الدعاء والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، "فلسفة الدعاء في كتب التصوف الإسلامي"، "مرجعية الذكر في الطريقة العيساوية"، ثم "منزلة الدعاة في التصوف"، ومعلوم أن الطريقة العيساوية تأسّست على يد الشيخ «محمد بن عيسى»، المدعو "الشيخ الكامل" بمدينة مكناس المغربية خلال القرن ال16، ولها أعداد هامة من المريدين عبر الكثير من الدول وخاصة عبر دول المغرب العربي، وتشتهر هذه الطريقة في الجزائر من خلال زاوية "وزرة" بولاية المدية، وعادة ما تتميز هذه الطريقة بطقوسها الاستعراضية التي تمتزج فيها الحركة والرقص بالأهازيج والأدعية والألعاب، إلى جانب مظاهر الخُلوة والتعبّد للتقرّب إلى لله.