افتتحت في ميلة الطبعة الثالثة من المهرجان الثقافي الوطني للعيساوة بمشاركة 17 جمعية عيساوية من مختلف مناطق الوطن، حسب البرنامج الذي سلمته لنا إدارة المهرجان، والذي أعلن مشاركة فرقة مصرية لكنها لم تحضر. وعلى هامش هذه الطبعة تم تنظيم معرض صور حول الطبعتين السابقتين، ومعرض آخر حول أهم المحطات في تاريخ الدولة الفاطمية التي انطلقت من منطقة إيقجان بضواحي سطيف، وامتدت حتى تخوم سوريا في المشرق العربي، كما احتوى المعرض على نماذج من التراث العلمي والمعماري الفاطمي. * تضمن البرنامج أيضا ثلاث محاضرات حول التصوف والطرق الصوفية ودورها في الحفاظ على الثقافة الجزائرية، حيث ألقى محاضرة أمس الأول كل من محفوظ رشيد والدكتور عبد الله حمادي، حيث لاحظ هذا الأخير أن الحركة الصوفية استمدت مشروعيتها التاريخية من النص الديني في القرآن الكريم والسنة الشريفة، هذا النص الذي أسس لتجذر الاتجاه الروحاني الذي ارتبط عضويا بالدفاع عن المطلبية الاجتماعية للأمة. * كما تضمن البرنامج الفني لسهرة أمس الأول كلا من فرقة جمعية نجوم الفولكلور الشعبي من الڤرارة بتيميمون، والجمعية الثقافية العيساوية الوناس تومي من تيزي وزو، وجمعية مفتاح الحضرة للعيساوة من ڤالمة. وعلى رغم الأهمية الفنية لبعض الفرق المشاركة في هذه الطبعة، مثل الجمعية العيساوية للمرحوم الحاج خروبي، العنابية التي تأسست سنة 1975 ويقودها الفنان المنصف بن وهيبة، إلا أن البعض لاحظوا الغياب المغاربي وغياب أهم فرقتين قسنطينيتين عن هذه الطبعة، يتعلق الأمر بجمعية العقيقية التي يقودها الفنان زين الدين بن عبد الله، وجمعية الزيار التي يقودها الفنان زين الدين بوشعالة. * ويرجع المراقبون غياب زين الدين بن عبد الله عن هذه الطبعة إلى استبعاده من إدارة محافظة المهرجان من طرف الوزارة، الأمر الذي يرى هؤلاء أنه من الممكن أن يؤثر على مستقبل المهرجان، خاصة أنه كان مقررا له في البداية أن يكون من نصيب قسنطينة، لولا نزاع أهلها حول من يكون على رأس المحافظة المكلفة بتنظيمه.