ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن جهاد النكاح الذي جرى الحديث عنه في سوريا غير موجود، وأن من اخترعه هو إعلام النظام السوري في إطار حملته على الثوار بعد أن وصفهم سابقاً بالمتسللين من الخارج لنزع صفة الانتماء الوطني عنهم. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المفهوم ظهر إلى العلن للمرة الأولى في أواخر عام 2012 عبر "قناة الجديد" اللبنانية الموالية لدمشق، وعلى الفور تم استنساخه من قبل وسائل إعلامية موالية لنظام الأسد. ويهدف "اختراع" هذه الفكرة وتناقلها من قبل الإعلام الموالي للنظام السوري إلى صدم الرأي العام الغربي، حسب ما جاء في "لوموند". وتتابع الصحيفة قائلة إنه، وبهدف إعطاء مصداقية لهذا الأمر، تم نسبه إلى أحد الدعاة السعوديين المعروفين من خلال قرصنة حسابه على موقع "تويتر"، وقام الداعية على الفور بنفي كتبه التغريدات المتعلقة بالأمر. وذكرت الصحيفة أنه وبعد نفي الداعية لإصداره فتوى تتيح جهاد النكاح، بدأت وسائل الإعلام التي تطرقت إلى الموضوع تشير إلى "فتوى مجهولة المصدر" تتيح جهاد النكاح، دون أن تقر بفكرة أن هذه الفتوى لا أساس لها من الصحة ولم تصدر من أحد البتة. وشرحت "لوموند" أن التحدث عن موضوع جهاد النكاح "يبيع" جداً في الصحف، وهذا ما قد يفسر كثرة تداوله صحافياً رغم عدم وجود فتوى تجيزه أو عدم وجود بيانات تؤكده. وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، الذي تحدث عن ذهاب تونسيات إلى سوريا للمشاركة بجهاد النكاح. وذكّرت "لوموند" بأن الوزير لم يعط أرقاماً محددة لعدد هؤلاء، كما أن لا شهادة من أي فتاوى تونسية أتت لتوثق هذا الخبر لا قبل ولا بعد تصريحات بن جدو. وتحدثت الصحيفة عن نقص مصداقية الشهادات التي يبثها الإعلام السوري الرسمي أو الموالي للأسد، واعتبرت أنها تؤدي عكس هدفها حيث لا أحد يصدقها، كما أنها باتت مادة سخرية لمعارضي النظام. وأخيراً ذكّرت "لوموند" بأن كافة أطراف المعارضة السورية، من الائتلاف الوطني السوري إلى الجيش الحر وجبهة النصرة، أكدوا رفضهم فكرة جهاد النكاح، وشددوا على عدم انتشاره في صفوف الثوار.