"صلاة، وقراءة متواصلة للقرآن من العصر حتى مطلع الفجر، تخللها وقتا قليلا لمشاهدة بعض برامج التلفزيون"..هكذا قضى الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أول يوم له في مستشفى سجن "برج العرب"، شمالا، بحسب رواية مصدر أمني لوكالة أنباء الأناضول التركية. وتحولت المنطقة الصحراوية المحيطة بسجن برج العرب، غربي محافظة الإسكندرية الساحلية، شمالي مصر، إلى ما يشبه الثكنة العسكرية بمجرد وصول مرسي، أمس، إلى السجن لقضاء فترة الحبس الاحتياطي على ذمة محاكمته في قضية التحريض على مقتل متظاهرين في أحداث "الاتحادية"، شرقي القاهرة. وقال المصدر الأمني المسئول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن مرسي تسلم ملابس السجن وهي عبارة عن "حُلة رياضية" بيضاء اللون، وسلم مرسي لإدارة السجون ملابسه المدنية التى كان يرتديها وتم وضعها فى خزانة الأمانات بالسجن. وعندما سمع الرئيس المعزول، آذان العصر توضئ وصلي داخل سجنه الجديد، وهو عبارة عن غرفتين ملحقتين بمستشفى السجن، بها تلفزيون وثلاجة "وصالون" وسرير، بحسب المصدر الأمني. وعن تفاصيل الليلة الأولى لمرسي، جلس مرسي، بحسب المصدر، في الغرفة هادئا حيث تابع في البداية برامج على التلفزيون وبعدها انشغل في الصلاة وقراءة القرآن حتى صلاة الفجر. وكان مرسي بمجرد دخوله "مقر سجنه" جلس معه المسؤولون عن السجن لمدة ساعة تقريبا، واعلموه بلائحة وقوانين السجون فرد عليهم "عارفها " (أعلمها)، فرد عليه أحد الضباط "حضرتك رئيس جمهورية سابق دلوقتى علشان كده (لذلك) فى (توجد) حراسة أمنية مشددة وتم ابقاءك بعيدا عن المساجين الجنائيين". ومن المقرر، بحسب مصادر أمنية أن يقضي مرسي البضعة أيام الأولى وربما تصل إلى 10 أيام في حبسه الاحتياطي لإجراء الفحوصات الطبية الروتينية. ونفت وزارة الداخلية المصرية ما تردد عن تعرض الرئيس المعزول لم يتعرض لوعكة صحية استلزمت دخوله مستشفى السجن ونفت أيضا إضرابه عن الطعام بمحبسه. وبحسب بيان للوزارة اليوم الثلاثاء، ذكرت أنه "لا صحة لما تردد في بعض وسائل الإعلام حول تعرض الرئيس السابق محمد مرسي لوعكة صحية أو إضرابه عن الطعام داخل محبسه". وتابعت الوزارة أنه "وفقا للائحة السجون فإن الرئيس السابق أودع بمستشفى السجن لإجراء الفحوصات الطبية والوقائية اللازمة له، وأنه سيتم إيداعه عقب ذلك بالمكان المخصص له وفقا للائحة السجون". وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت، الإثنين، تأجيل جلسة محاكمة مرسي، و14 متهما آخرين إلى جلسة 8 يناير المقبل، في اتهامهم بالتحريض على قتل 3 متظاهرين العام الماضي أمام قصر الاتحادية الرئاسي (شرقي القاهرة) في واقعة شهدت أيضا مقتل عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، وفي أعقاب انتهاء الجلسة ، نقل الرئيس المصري المعزول عبر مروحية عسكرية إلى سجن "برج العرب". وعزل الجيش المصري، مرسي، بمشاركة قوي دينية وسياسية في 3 يوليو/تموز الماضي، وذلك عقب مظاهرات اندلعت في 30 يونيو، وفيما اعتبره قطاع من المصريين "انقلابا"، اعتبره فريق آخر "تنفيذ للإرادة الشعبية". ومنذ عزله احتجز الجيش مرسي في مكان غير معلوم، حتى ظهر للمرة الأولى خلال وقائع جلسة محاكمته الأولى الإثنين.