صوت البرلمان الأوكراني الجمعة على قرار يدعو الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى ضمان سيادة أوكرانيا، بينما اتهم وزير الداخلية في كييف روسيا باجتياح القرم عسكرياً عقب سيطرة مسلحين على مطارين في شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود. وضمنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا استقلال أوكرانيا عام 1994 لقاء تخليها عن الأسلحة النووية. وحث البرلمان الأوكراني روسيا على وقف أي تحرك يقوض سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها، وطلب من مجلس الأمن عقد جلسة لمناقشة المشاكل الأوكرانية الراهنة.د كييف: اجتياح روسي وكان وزير الداخلية الأوكراني آرسين أفاكوف وصف التطورات الأخيرة في القرم، ومن بينها السيطرة على مطارين أحدهما عسكري، بأنها "اجتياح مسلح". فقد كتب افاكوف في صفحته على فيسبوك "اعتبر ما جرى بمثابة اجتياح مسلح واحتلال في انتهاك لكل الاتفاقيات والمعايير الدولية". وتابع "إنه استفزاز مباشر لحمام دم مسلح على أراضي دولة ذات سيادة. الأمر لم يعد من صلاحيات وزارة الداخلية بل من صلاحية المجلس القومي للأمن والدفاع". وقال إن "وحدات مسلحة تابعة للأسطول الروسي تطوق" مطار بلبيك القريب من مدينة سيباستوبول حيث "يوجد عسكريون وحرس حدود أوكرانيون". وأضاف أنه "في الخارج هناك عسكريون بلباس مرقط ومسلحون بدون شارة خاصة لكنهم لا يخفون انتماءهم. المطار لا يعمل" مشيراً إلى أنه "ليس هناك في الوقت الحاضر مواجهات مسلحة". كما دعا القائم بأعمال الرئيس الأوكراني إلى عقد جلسة طارئة لقادة الأمن، الجمعة، لمناقشة أحداث شبه جزيرة القرم، واتهم القوات الروسية بالتورط في "تصعيد" الأحداث في شبه الجزيرة. واقترح إجراء تصويت في البرلمان للموافقة على مناشدة روسيا "احترام سلامة أراضي أوكرانيا". الأسطول الروسي ينفي غير أن الأسطول الروسي في البحر الأسود نفى مشاركة قواته في السيطرة على مطار بلبيك العسكري قرب سيباستوبول أو محاصرته، حسب ما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، التي كانت قد أوردت في خبر سابق سيطرة جنود روس على المطار ذاته. وجاء في بيان لمكتب الإعلام بالأسطول "لم يتم نشر وحدات من أسطول البحر الأسود في منطقة بلبيك ولا تشارك في محاصرتها". لكن الأسطول قال إنه كثف الإجراءات في "وحدات مكافحة الإرهاب" لحماية مناطق تمركز الأسطول في القرم وأماكن معيشة أفراد وأسر الجنود "نظراً للوضع غير المستقر". وجاء هذا النفي بعد وقت قصير على خبر نقلته وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء ذكرت فيه أن جنوداً روس سيطروا على المطار العسكري في سيفاستوبول. وقالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن "مجندين روسيين يرتدون الخوذات والدروع تدعمهم عربات نقل أفراد مدرعة اتخذوا مواقع حول محيط المطار العسكري في سيفاستوبول بمنطقة القرم الأوكرانية". ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية في المنطقة قولها إنهم توجهوا إلى مطار بلبيك العسكري لمنع "الطائرات المقاتلة" من الهبوط. ويأتي هذا التطور بعد ساعات من سيطرة مسلحين يرتدون الزي العسكري على مطار سيمفيروبول، غير أنه مازال مفتوحاً أمام حركة النقل، بينما بسير المسلحون دوريات خارج المطار. وذكرت أنباء أن مدنيين من الناشطين الموالين لروسيا موجودون أيضاً داخل المطار، لكنهم لا يعرقلون سير الأعمال. وأضافت أن 50 مسلحاً استولوا ليلاً على المطار، حيث احتشدت بعد ذلك جموع وهي تلوح بأعلام الأسطول الروسي في البحر الأسود. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن شهود عيان قولهم إن المسلحين، وصولوا إلى المطار على متن 3 شاحنات لا تحمل أي لوحات تسجيل. كذلك استولى مسلحون، يعتقد أنهم مقربون من الروس، على مقر الحكومة والبرلمان المحليين في سيمفيروبول ورفعوا عليهما العلم الروسي، وصوت البرلمان في جلسة مغلقة على إجراء استفتاء في مايو حول المزيد من الحكم الذاتي. يانكوفيتش: مازلت رئيسا لأوكرانيا ومن المنتظر أن يعقد الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش الجمعة، غداة ظهوره مجدداً في روسيا بعدما كان متوارياً عن الأنظار، مؤتمراً صحفياً، في وقت يبدي الغرب قلقه حيال النزعة الانفصالية في شبه جزيرة القرم محذراً روسيا من أي "تصعيد". وبعدما كان يانوكوفيتش متوارياً عن الأنظار منذ أن أقاله البرلمان الأوكراني، عاد إلى الظهور في روسيا حيث وضع نفسه تحت حماية السلطات في وجه "المتطرفين". ومن المقرر أن يعقد مؤتمراً صحفياً الجمعة في روستوف-سور-لو-دون المدينة الروسية القريبة من الحدود مع أوكرانيا على مسافة حوالى 200 كيلومتر من مسقط رأسه دونيتسك. وأعلن يانوكوفيتش، المطلوب في أوكرانيا بتهمة "القتل الجماعي" بعد مقتل 82 شخصاً في كييف الأسبوع الماضي، متحدثاً الخميس "ما زلت أعتبر نفسي الرئيس الشرعي للدولة الأوكرانية".