في مشاجرة على قارعة الطريق بمدينة "نور"، شمالي إيران، عام 2007 تضارب بلال (19 عاماً) مع عبدالله (17 عاماً) فأرداه قتيلاً. وحكمت المحكمة في إقليم "مازندران"، حيث تقع المدينة التي شهدت الجريمة، على القاتل بالإعدام وقررت تنفيذ الحكم الأربعاء الماضي صباحاً في مكان عام بالقرب من السجن، وذلك بعد مرور سبعة أعوام على الحادثة. وتظهر الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية صعود والدة المقتول منصة الإعدام قبيل تنفيذ الحكم بثوانٍ، في حين أعين أهالي مدينة نور وأقارب القاتل والمقتول مشدوهة نحوها لتصفع القاتل وتشفي غليلها، ولكن سرعان ما مدّت يديها لتخلص رقبته من حبل المشنقة وسط تشجيع الناس، ما حوّل حزن وبكاء أهل القاتل إلى فرحة غير متوقعة. ولقيت شجاعة هذه الأم استقبالاً غير مسبوق في وسائل الإعلام الإيرانية، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي نشرت صورها وهي تخلص قاتل ابنها من الموت المحتم، لاسيما أنها فقدت ابنها الثاني في حادث سير. ويرى المراقبون في اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي بتنازل أولياء الدم عن القصاص في هذه الحادثة، تنامي المعارضة الاجتماعية تجاه ارتفاع نسب عقوبة الإعدام بإيران التي تحتل المرتبة الثانية في العالم بعد الصين في صدور أحكام الإعدام. هذا ونشرت وكالة "إيسنا" الطلابية شبه الرسمية في 15 أبريل الجاري صوراً لمراحل صعود المحكوم عليه منصة الإعدام على الملأ العام، ثم صعود والدة المقتول المنصة وصفعه قبل أن تخلصه من العقوبة الصادرة بحقه. وتفيد نرجس جودكي في تقرير ميداني أرسلته لموقع "آفتاب" الإلكتروني الناطق بالفارسية بأنه "في الساعة 5:22 صباحاً اجتمع الناس بالقرب من منصة الإعدام وخاطبوا والد القاتل واسمه غني وهم يهتفون: (يا عم غني سامحه سامحه)، فأرسل والد المقتول زوجته لتتنازل عن دم ابنها مقابل فدية سيصرفها الأب لتأسيس نادٍ لكرة القدم باسم المقتول. ويُعد السيد "غني حسن زاده" من رواد كرة القدم في إقليم مازندران، وكان عادل فردوسي بور، أشهر مقدم تلفزيوني رياضي في إيران، قد خاطبه على الهواء مباشرة بأن يتنازل عن القصاص. وتظهر الصور التي انتشرت كالنار في الهشيم على صفحات "فيسبوك" و"تويتر" أسرة القاتل وهي تشكر أسرة المقتول على إنقاذ حياة ابنها.