الإعدام لقاتل أمه و أخيه قبل خمس سنوات بحي الزيادية نطقت محكمة الجنايات بقسنطينة يوم الخميس بحكم الإعدام في حق الشاب (ب.ز) من مواليد 1986 بعد إدانته بجناية قتل الأصول مع سبق الإصرار، و التي راحت ضحيتها والدة الجاني و أخيه مساء يوم 26 ديسمبر 2006. و هو نفس الالتماس الذي تقدم به ممثل النيابة العامة في مرافعته خلال المحاكمة. الشاب يقطن بعمارات حي الزيادية شرق قسنطينة قال أنه لم يقتل والدته، بل حينما دخل المنزل وجد أخيه الذي أزهقت روحه أيضا في نفس المكان و الظروف يحمل قضيبا حديديا و لما سأله ما الذي حدث للوالدة هاجمه و ما كان من المتهم حسب روايته إلا الرد و نزع القضيب من يد أخيه و ضربه ، و قال أنه لا يعلم بعد ذلك ما حدث، و تذكر أنه التقى والده الأستاذ الجامعي بمدخل العمارة و حاول منعه من الصعود إلى الشقة لكي لا يرى ما وقع لزوجته و ابنه، و بعدها هام القاتل على وجهه طيلة خمس سنوات متنقلا بين مدينة و أخرى، بينما قام الوالد بتبليغ مصالح الشرطة بما حدث داخل منزله. القضية التي شغلت الناس حينها و كانت مادة للحديث و التساؤل عرضت يوم الخميس أمام محكمة الجنايات، و قد جاء في قرار الإحالة أن المتهم كانت علاقته بوالدته متوترة و سيئة بسبب تأنيب الأم له على عدم الاجتهاد في دراسته و إخفاقه في نيل شهادة البكالوريا ثلاث مرات، و كانت تنعته بالحمار و تفضل أخيه القتيل عليه، كما كانت علاقتها الأسرية تعرف بعض التوتر حسب شهادات الجيران و أعضاء الأسرة مثلما جاء في قرار غرفة الإتهام. الجاني قال أنه لم يقتل والدته و لم يكن تحت تأثير المخدرات أو الكحول و قد حاول الانتحار بعد الحادثة و لكنه لم يستطع تفسير سبب هروبه و اختفائه، بينما كانت الشرطة تبحث عنه طيلة خمس سنوات، و ذكر أنه كان يعمل أحيانا لكسب قوته خلال هروبه، و نفى أن يكون قد عزم على الجريمة من خلال تركه ورقة من كراسه كتب عليها "إقرأ يا حمار" و رسومات لوجوه و رؤوس مفصولة عن أجسادها و قد عثرت الشرطة على رأس الأخ نصر الدين مفصولا عن جسده و كذا ذراعه الأيمن و كانت الأشلاء داخل كيس بلاستيكي أسود. ممثل الحق العام قال أن الجريمة مكتملة و التهمة ثابتة في حق الابن الذي أكد أنه بعد خروجه من الشقة وجد والده و حاول منعه من الدخول و بعد رؤية الأب للقتيلين في منزله سارع لإبلاغ الأمن بينما كان القاتل قد اختفى. الأب قال بعربية فصيحة أمام المحكمة أنه يعتقد ببراءة ابنه من قتل زوجته و أنه فقدها كما فقد ابنا آخر و هو الآن بصدد فقدان آخر في غياهب السجن، مشيرا إلى أن خلافاته مع زوجته كانت عادية كالتي تعرفها معظم البيوت و الأسر الجزائرية، و قال الأب الذي لم يتأسس طرفا مدنيا لكون القاتل و الضحية كلاهما من أهله أن زوجته كانت قد حولت حياة ابنها إلى جحيم بعد إخفاقه في نيل شهادة البكالوريا، و قد فعلت مع الأول المقتول نفس الشيء بعد إنهائه الدراسة و بحثه عن عمل معترفا أنه كان قد أوهمها أن الفتى يعمل و يعطيه المال من راتبه حتى تعتقد بصحة حصول ابنها على عمل، و قد اشترى له سيارة مدعيا أنها من ثمرة عمله، و كل ذلك فعله الوالد حتى يخفف من حدة التوتر في علاقات أفراد الأسرة، و قال أن المتهم يمتلك ثقة كبيرة بنفسه و أنه غير مهتز نفسيا و لا عقليا بل كان في حالة الدفاع عن النفس، لحظة وقوع الجريمة. الدفاع طلب معالجة المتهم في مصحة نفسية بدل وضعه في مؤسسة عقابية و التمس إفادة موكله بظروف التخفيف و هو ما رفضته هيئة محكمة الجنايات التي حكمت على قاتل والدته و شقيقه بالإعدام.