استنكرت جمعية العلماء المسلمين والمجلس الإسلامي الأعلى دعوة إلغاء عقوبة الإعدام في الجزائر، وأكدت الهيئتان أن القران الكريم فرض القصاص كفرض الصلاة والصوم لما له من حكمة في تشريعه وآثاره على تنظيم المجتمع بحكم أن استئصال القاتل من المجتمع يشبه قطع العضو المصاب بمرض خبيث من الجسم وبالمقابل أشارت الجمعية والهيئة الاستشارية إلى أن الدين الإسلامي حبب العفو في نفوس المسلمين. حاجج نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين عمار طالبي وممثل المجلس الإسلامي الأعلى محمد الشريف قاهر بالقران الكريم على وجوب القصاص وقتل القاتل إذا ما توافرت شروطه، وأكد ممثل المجلس الإسلامي الأعلى أن هناك حكمة من فرض القصاص خاصة وأن المولى عز وجل جمع هذه المسألة مع فريضتي الصلاة والصيام في سورة واحدة، موضحا أن الآية القرآنية "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" تصف القصاص ب"الحياة" لأن القاتل إذا علم أنه سيقتل فلن يقدم على القتل وبذلك تكون الحياة. وعارض الدكتور قاهر استبدال عقوبة الإعدام بالسجن المؤبد مثلما دعا إليه رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان فاروق قسنيطيني من منطلق أن القاتل يبقى يتعذب طول حياته ورد عليه "إذن نخفف عليه العذاب ونعدمه"، وشدد على ضرورة التقيد بالأحكام التي جاءت في المصدر الأول من التشريع الإسلامي، مذكرا بالقاعدة الفقهية التي تقول "لا اجتهاد مع النص". وأبرز ممثل المجلس الإسلامي الأعلى منافع القصاص، وشبه وجود القاتل في المجتمع بالمرض الخطير الذي يصيب عضوا في الجسم، قائلا إن قطع العضو المريض يؤدي إلى عدم استفحال المرض في كامل الجسم". و جاءت نظرة الشيخ عمار طالبي مكملة لما قاله الدكتور قاهر، ونبه نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين إلى أن تنفيذ القصاص يستلزم عدم وجود أي شبهة في العملية، كما عارض التنازل عن حق ولي الدم"المقتول" لصالح القاضي، معتبرا العفو على لسان غير أهل القتيل مخالفا للشريعة الإسلامية. وبالمقابل أبرز الأستاذ طالبي سماحة الدين الإسلامي باعتباره حث على العفو على القاتل وأخذ الدية في قوله تعالى: "فمن عفي له من أخيه شيء فإتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان" وهو ما يعكس أن الإسلام حريص على تحقيق صفاء القلوب وشفاء الصدور من الآلام، وتقوية لروابط الأخوة الإنسانية بين البشر. كما ذكر نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين بدور الإسلام في القضاء على الأعراف التي كانت سائدة في العصر الجاهلي بخصوص قضية القتل أين كانت تمهد لحروب لمدة سنين طويلة وكذا ظاهرة المكايلة التي كانت بموجبها يقوم أهل الضحية بقتل عدد كبير من أهل القاتل.