أصيب الروائي الطيب واسيني الأعرج مرة أخرى بأزمة قلبية ألمت به وهو يكتب روايته الأخيرة ''كريماتوريوم.. سوناتا لأشباح القدس''.. لكن هل تجر الكتابة صاحبها إلى هذه الهاوية المؤلمة جدا.. أم أن الرجل امتلأ قلبه بمآسي وجراح الثقافة الجزائرية التي ترفض الشفاء من أمراضها العديدة..، لعل الأمر عادي لأن فعل الكتابة مدمر كما يقول البعض أو أنه فعل ذبح وانتحار كما يقول نزار قباني.. نزار الذي ذبحته قصائده في أكثر من مرة.. كان يكتب ثم يدخل المستشفى.. يدخل المستشفى ثم يكتب.. وآخر قصائده ''الحب المستحيل'' كتبها في المستشفى الذي مات فيه ورحل منه إلى السماء.. كم هو مؤلم حال الكتاب والشعراء.. ففي الوقت الذي يظن فيه الجميع أنهم أسعد خلق الله كونهم يعبثون بالكلمات كيفما يشاؤون دون حسيب أو رقيب أو وضع حد للجرعات.. تجدهم أتعس المخلوقات.. ينامون ولا ينامون.. ويكتبون عن الموت ثم يموتون.. وهنا نذكر أيضا شيخنا الطاهر وطار الذي تعب هو الآخر من هموم الثقافة والحياة.. ولا يزال يعاني من آلامه ورحلات العلاج الطويلة.. لكنه بين هذا وذاك.. لايزال مصرا على الاستمرار... ربما يكون الأمر ''مكتوبا إلهيا على كتابنا الميامين''.. والسلام عليكم والسلام لنا جميعا بإذن الله..