انتقد خطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة المواقف العربية تجاه العلميات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وشكر لبعض الدول غير المسلمة على مواقفها من "الاعتداء الأخير"، معتبرا أن إسرائيل تمارس " إرهاب الدولة" بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية. وقال الشيخ صالح آل طالب في خطبة الجمعة " إن فلسطين السليبة والقدس الأسير والشعب المضام بين أهله وإخوانه كلها عناوين للعجز العربي وساحة للمتاجرة السياسية وإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان المحتل ومهما حاولت الدول التي غرسته وراعته تبرير جرائمه والتستر على مجازره فإن الغطاء لا بد أن ينكشف والتعتيم لا بد له من مدى ينتهي إليه". وعبر آل طالب، عن تعاطفه مع ضحايا القصف من قتلى ومشردين، وقال إنه رغم اختلاف الخلق في الأسباب " فإن الأمل المضيء في ليل الاعتداء الحالك تمثل في جوانب كثيرة منها تفهم كثير من شعوب الأرض إجرام الغاصب المحتل ودموية المعتدي الآثم وشناعة القاتل الغادر". وقال خطيب المسجد الحرام، "إن التعتيم على جرائم المجرمين في حق الفلسطينيين وفلسطين هو اللحاف الذي طالما يتستر به العدو فقد انكشف وانكشفت معه سوءات كثيرة انكشف معه من كان يستره ويبرر جرائمه واحتلاله ." واعتبر أن الإنجاز الوحيد للعملية العسكرية الإسرائيلية هو "قتل الأطفال والمدنيين وهدم المساجد والمنازل ومجازر جماعية لا تستثني أحدا وجرائم حرب ضد الإنسانية دون وازع أخلاقي أو إنساني وكل ذلك تحت سمع المجتمع الدولي وبصره وكل مؤسساته ومنظماته الصامتة المتخاذلة." وأضاف أن الجديد في هذه المواجهات "هو أن ميزان القوة قد مال قليلا لصالح المظلومين على وجه لم يسبق أن حدث مثله في كل المواجهات السابقة مما يبشر بتغيرات أكثر ندية في مواجهة المحتل الظالم خصوصا مع التغيرات الطارئة في المنطقة والتي رغم سوء بعضها وضبابية البعض الآخر، إلا أن الشرر لا بد أن يطال ظالما طال ظلمه، ومعتد استمرأ القتل والتهجير." وشكر إمام وخطيب المسجد الحرام "شعوبا لم يجمعها مع الفلسطينيين لسان ولا دين اتخذت مواقف مشكورة من الاعتداء الأخير ولا عزاء للمخذولين."