دعا إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين إلى تقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه في السر والعلن. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام: (يا حجاج بيت الله الحرام، حللتم أهلاً ووطأتم سهلاً وتقبل الله منا ومنكم وجعل حجكم مبروراً وسعيكم مشكوراً وذنبكم مغفوراً، وأنتم بين هذه المشاعر والشعائر تستحضرون مقام نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وما يجب له من التوضيح والنصرة وقد حاول أن يتطاول عليه من يتطاول، وعليه ينبغي أن تعلموا أن الإساءة إلى النبي وإلى الدين والاستهزاء بالمرسلين والتطاول على مقام النبيين هذا هو ديدن المكذبين عبر التاريخ). وأضاف إمام الحرم: (الظالمون يوصي بعضهم إلى بعض بالإساءة والتي تتجدد بتجدد الأحداث، وإن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما يقال له إلا ما قيل للرسل قبله، وللقرآن الكريم طريقته ومنهجه في توجيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتحقيق مراده). واستعرض الشيخ بن حميد، وقفات وتأملات في هذا الجانب منها أن هذا ما تعرض له الأنبياء من قبل وأن من انتقص من الأنبياء أو استهزأ بهم أو أهانهم أو نال منهم فهو المخذول ومقطوع الذكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا ترون كيف يصرف الله عني شتم قريش فيشتمون مذمماً ويلعنون مذمماٍ وأنا محمد) فنزه الله اسمه وبعَّده عن الأذى وصرف ذلك إلى من هو مذمم. وأكد خطيب المسجد الحرام، أن تلك الرسوم والأفلام والصور وغيرها بالنسبة لنا قطعاً لا تمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمحمد هو الضياء والطهر والبهاء والإجلال والتقدير والرفعة والرحمة ومنتشر دينه، ومن أجل هذا فإننا نحن المسلمين نعلم أننا نكسب كل يوم عقولاً وقلوباً ودياراً وأن غير ذلك انحسارٌ وانقطاع. وقال: (من التأملات أيضا الاستمرار في الدعوة إلى دين الله وعدم الإلتفات أو الإكتراث بمثل هذه الأصوات، وما من أحد أستهزأ بما جاء به النبي إلا أهلكه الله وخذله أكبر خذلان)، محذرًا من السلوك الذي يضر بمصالح المسلمين وكذلك من أن يكون المحرك بدلاً من العقول أن تكون السواعد فالسواعد يجب أن تضبطها عقولٌ لتكون النتيجة مؤثرة ومثمرة. وأضاف إمام الحرم: (مواقفنا تعكس أخلاقنا وأخلاقنا نابعة من ديننا وهدوءنا، وسكوتنا هو سكوت عزة وليس ضعفا ولا خورا ولا نسمح ولا نرضى أن يتطاول أحدٌ على مقام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أو أن ينال من ديننا أو كتاب الله عز وجل، فكل هذه الأحداث تزيدنا تمسكاً بديننا وحب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)". وتابع بقوله: (من الوقفات أن من مفاهيم الحق والباطل والصحيح والخطأ شكلها في نفسية الشباب والمظلومين بالعقود الأخيرة، هذه المظالم التي يرونها تُرتكب من الدول الكبرى ومن دولة اسرائيل؛ الدولة المحتلة وما يتابعه هؤلاء الشباب من العبث في الاتفاقيات الدولية في تفصيلها وتطبيقها والتستر على الظالم وغض النظر عن بعض التصرفات بل الانحياز لظالم والدفاع عنه والكيل بمكيالين للسياسات الظالمة والمواقف الجائرة وتغليف المصالح وعدم احترام الشعوب... فكل ذلك يولد الشعور بالقهر والاستفزاز وعدم الاتزان وهو نفاقٌ سياسي دولي يستنكر متى شاء ويغض الطرف عن من يشاء). ودعا خطيب الحرم جميع المسلمين والأمة بحكامها وشعوبها وأقلياتها ورجال الأعمال والإعلام أن يهبوا جميعاً لنصرة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بعمل منظم تباشره هيئات وجهات مخصصة تكون مسؤوليتها وضع مناهج وخطط مما ينبغي لمثل هذه المواقف والأحداث، وتكون لها صلاحياتها لاتخاذ مواقف مناسبة واتصالات ملائمة والردود المحكمة بطرق نظامية مع تأسيس لمنهجية فاعلة محلية ودولية لتوضيح حقائق وكشف المتطاولين على المسلمين بأسلوب إسلامي عملي حضاري.