يتعرض المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام لمؤامرات عديدة تسببت في تقويض بنيانه وزعزعة أركانه جراء الحفريات الإسرائيلية، وكذلك محاولات السلطات الإسرائيلية إقامة ما يُسمّى بالهيكل المزعوم بدلاً منه· إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما كانت لتجرؤ على ارتكاب مثل هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته، لولا تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبتها عن جرائم الحرب المتكررة التي ترتكبها تجاه المدنيين الفلسطينيين، ومن يتضامن معهم، ونحن في ظل هذا الوضع الخطير نرى من الواجب علينا توجيه عدد من الرسائل إلى: ؟ رسالة إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إن جرائم الاحتلال موثقة، وانتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة واضحة، واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً ظاهرة للعيان، وقصفه لأسطول الحرية، والاعتداء الإجرامي على المتضامنين مما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات منهم، وكذلك ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل واعتقال وهدم للبيوت، وما تتعرض له مدينة القدس بصفة عامة والمسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة، من جرائم ظاهر للعيان وبدون لبس، فماذا تنتظرون يا قادة المجتمع الدولي لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم؟!، أين حقوق الإنسان يا دعاة الحضارة والتقدم؟! وأين حقوق الإنسان أيتها المنظمات الإنسانية الدولية؟! فها هو الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم ينتظرون اليوم الذي يرون فيه قادة الاحتلال يُحاكمون على جرائمهم التي ارتكبت بحق هؤلاء المتضامنين، وكذلك بحق أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ومقدساتنا، مع العلم أن شعبنا الفلسطيني يقدر كل موقف دولي يدين جرائم المحتلين، ويقف مع المظلوم ضد الظالم· ؟ رسالة إلى الفصائل الفلسطينية إن المتضامنين الأجانب (من شهداء وجرحى ومعتقلين) ينتظرون منكم اليوم موقفاً واحداً موحداً بأن تلتقوا على كلمة سواء، وأن تتحدوا لمواجهة الأخطار المحدقة بالشعب الفلسطيني والقضية والهوية، ونحن هنا نتساءل: لماذا هذا الاختلاف بين أبناء الشعب الواحد ؟!! أنسينا ما يفعله بنا المحتلون صباح مساء من قتل واعتقال وتدمير وغير ذلك؟! أنسينا ما حدث لأسطول الحرية قبل أيام؟! حيث ارتقى عدد من الشهداء جراء هذا الاعتداء الإجرامي وأصيب العشرات، كما تعرض الباقون للإهانات والشتائم على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فهل نحن مصرون على الفرقة بين بعضنا البعض، لذلك فإنني أستحلفكم بالله أولاً، ثم لأجل دماء الشهداء وآهات الجرحى والمصابين والأطفال والثكالى ثانياً، بأن تلتقوا على طاولة الحوار لنبذ الفرقة، ولنتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، ولنجعل المصلحة الوطنية العليا فوق كل شيء، ونسأل الله العلي القدير أن يجمع شملنا ويوحد كلمتنا· ؟ رسالة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي كما نوجه رسالة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي نطالبهما بضرورة أخذ موقف حازم وفاعل من سلطات الاحتلال الإسرائيلي جراء هذه الجريمة النكراء، وأن لا يقفوا مكتوفي الأيدي ضد إرهاب الدولة العلني والمسبق على أناس أبرياء وشعب أعزل، وعلى متضامنين جاءوا للتضامن سلمياً مع إخوانهم المحاصرين في قطاع غزة· وفي الختام نوجه أسمى آيات الشكر والتقدير إلى هؤلاء المتضامنين الذين جاءوا من أربعين دولة، للتضامن مع أهلنا في قطاع غزة بصفة عامة، ولأشقائنا من الجمهورية الجزائرية بصفة خاصة، حيث تعرضوا للقرصنة الإسرائيلية، وقدموا الشهداء والجرحى، كما تعرضوا لشتى أنواع العذاب· نكرر شكرنا لهم، واعترافنا بفضلهم، ونحن على موعد قريب معهم باستقبالهم على أرض فلسطين الطاهرة فنحن شعب يعرف الفضل لأهله· كما نتقدم بأصدق التعازي والمواساة إلى أسر الشهداء وذويهم، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين·